حذرت منظمة الصحة العالمية أمس من ان فرص الصين لوقف انتشار مرض انفلونزا الطيور تتضاءل فيما واصل الفيروس القاتل انتشاره في ارجاء آسيا وامتد صوب مناطق الجذب السياحي جنوبتايلاند. وقالت جولي هال المتخصصة في مكافحة الامراض في منظمة الصحة بعدما أكدت بكين ظهور فيروس "اتش 5 ان 1" المسبب لمرض انفلونزا الطيور في اقليمين جديدين هما هوبي وهونان: "قلنا مراراً انه توجد فرصة ضئيلة للعمل داخل الصين ... وأحدث انباء تشير بقوة الى انه مع كل يوم يمر تقل هذه الفرصة في شكل اكبر". وفيما أعلنت الصين عن احتمال وجود اصابات جديدة في اقليمين آخرين ومدينة شنغهاي أعلنت تايلاند التي تعد الاسوأ من بين عشر دول ينتشر فيها الفيروس عن اكتشاف اصابة جديدة قرب منطقة فوكيه المنتجع السياحي. لكن رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناواترا وهو مليونير بدأ حياته بالعمل في محل تابع لسلسلة مطاعم "كنتاكي فرايد تشيكن" الاميركية لينفق على تعليمه في الولاياتالمتحدة ظل متحدياً وحض مواطني تايلاند على تناول مزيد من الدجاج. وحض الشعب التايلاندي على استهلاك الدجاج والبيض قائلاً إن اللحم المطهو آمن من وباء إنفلونزا الطيور. وعرض تاسكين دفع تعويضات مالية قدرها 75 ألف دولار من جيبه الخاص لعائلات الضحايا الذين توفوا بسبب أكلهم منتجات الطيور! وأعلنت شركة سياحة فيتنامية عن الغاء مئات السياح اليابانيين رحلات حجزوها في الاسبوعين الماضيين بسبب المرض الذي أودى بحياة ستة فيتناميين. فيما ألغت شركة الطيران الماليزية الدجاج من قوائم الوجبات التي تقدم على رحلاتها وحظرت الحكومة واردات الدواجن التايلاندية مع اقتراب انتشار الفيروس من حدودها. وتشكلت في الصين التي تعد أكبر دول العالم سكاناً قيادة قومية لمحاربة انتشار انفلونزا الطيور برئاسة هوي ليانغ يو نائب رئيس مجلس الدولة. وتشكل السيطرة على انتشار المرض في الصين التي يتوقع ان تنتج نحو 10.1 مليون طن من الدواجن في عام 2004 مصدر قلق لخبراء الصحة، خصوصاً ان نحو أربعة من كل خمسة من الدجاج والبط وغيرهما من طيور تربى في مزارع عائلية حيث يعيش المزارعون على مقربة من الحيوانات. ويعتقد ان العدوى تنتقل الى البشر من الطيور فقط ولا تنتقل من انسان الى انسان. لكن الخبراء يخشون امكان حدوث طفرة وان تنتشر العدوى بين البشر. وعلى رغم ان تايلاند تعد الاسوأ بين دول العالم من حيث انتشار الفيروس بين الدواجن، الا أنها تمكنت من الحد من الآثار الاقتصادية على صناعة الدواجن لديها التي تعد رابع أكبر صناعة في العالم والتي لا تشكل سوى واحد في المئة فقط من اجمالي الناتج المحلي. وذبحت تايلاند نحو 14 مليون دجاجة من اجمالي 180 مليوناً. وقال وزير الصحة ان عدد الحالات التي يشتبه في اصابتها ارتفعت الى 14 حالة. وتزايدت المخاوف من أن صناعة السياحة في هذا البلد قد تصبح هي الاخرى ضحية لانتشار الفيروس حيث اكتشفت حالة اصابة بأنفلونزا الطيور في اقليم فانجانا الجنوبي المجاور مباشرة لمنتجع فوكيه السياحي. وعلى مشارف مدينة شنغهاي أغنى مدن الصين، قال سكان ان فرق مفتشين وصلت الى القرى والاسواق من دون سابق إنذار صادرت عشرات آلاف الدواجن ورشت مواد لمنع انتشار العدوى وأحرقت أكواماً من روث الطيور. وتخشى منظمة الصحة العالمية من التأثير البيئي لإعدام الطيور وحضت المشاركين على "اتخاذ احتياطات مناسبة للسلامة" للمساعدة في الحيلولة دون انتقال العدوى للبشر. كما طلبت المزيد من المعلومات عن استخدام الصين امصالاً لمحاربة الانفلونزا خوفاً من استفحال العدوى. ويجتمع خبراء دوليون في روما الاسبوع المقبل من اجل البحث في استراتيجية لمكافحة الوباء. وأعلنت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة فاو ان اخصائيين من منظمة الصحة العالمية ومن الفاو والمنظمة الدولية للأمراض الحيوانية سيجتمعون في مقر منظمة الفاو في روما اعتباراً من الثلثاء وحتى الخميس المقبلين "لإعداد خطة منسقة بغية مواجهة المشكلات المرتبطة بالصحة العامة والحيوانات في البلدان المصابة".