منذ ديسمبر الماضي ظهر مرض انفلونزا الطيور في 10 دول ومناطق في آسيا مما ادى الى هلاك عشرات الملايين من الدجاج بسبب المرض او عن طريق الذبح وفي فيتنام وتايلند وقعت حالات مرضية ووفاة لمصابين بانفلونزا الطيور وترجع اسباب انتشار الفيروس الى التهاون في الحجر الصحي على لحم الدجاج بالشكل المطلوب، اضافة الى ان الفيروس قد ينتشر عن طريق طيور معينة مما يؤدي الى انتشار الوباء واظهرت احدث الاستطلاعات ان في مزرعة دجاج باحدى المحافظات اليابانية اكثر من 14 نوعا من الطيور القادمة من كوريا الجنوبية والتي قد تشكل المصدر الاول للمرض وفي عام 1997 ظهر الفيروس في هونج كونج وتم ذبح مليون ونصف المليون دجاجة خلال ثلاثة ايام مما سيطر على انتشار الفيروس في حينه وفي هذا العام تم تسجيل اول انتشار لفيروس انفلونزا الطيور في فيتنام وانتشر الى باكستان غربا واليابان شرقا ويتم اعلان وجودها في كوريا الجنوبية وتايلند وكمبوديا ولاوس واندونيسيا والصين وتايوان خلال اقل من شهر واسفر الفيروس القاتل عن وفاة 20 شخصا منهم اثنان في تايلند وثمانية في فيتنام مما دعا الى عقد اجتماعات موسعة بين الدول المعنية بحضور خبراء من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الاغذية والزراعة (الفاو) والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية ومن الطرق التي استخدمتها الدول لمكافحة هذا الفيروس، قامت الحكومة المحلية في قوانغشي الصينية بجمع الدجاج الموجود داخل دائرة نصف قطرها 5 كلم حول مزرعة الدجاج في الحظر الصحي وقامت بفرز 14 الف دجاجة، في دائرة نصف قطرها 1000 كلم حول مزرعة البط وفي نفس اليوم تم فرز 8 ملايين دجاجة تقريبا في 25 مقاطعة من مقاطعاتها ال 76 وخصصت مبلغ 76.3 مليون دولار لمساعدة المزارع المنكوبة، وفي باكستان اعلنت الحكومة خطر نقل الدجاج بين المقاطعات وقامت ببرامج توعية لاصحاب المزارع، وفي كموديا التي لا تصدر الدجاج بينما يقوم مواطنوها على تربيته في منازلهم حظرت الحكومة بشكل مؤقت وارادت ومنتجات الطيور واعدمت اكثر من 200 الف من البط وبيض الدجاج المستورد من فيتنام وتايلند وفي فيتنام وتايلند وفي الفلبين وبالرغم من العزل الجغرافي النسبي اتخذت الحكومة تدابير مماثلة في الحظر والاستيراد. ومن جهتها حذرت المنظمات الدولية في بيان مشترك صدر من مقارايتها في روما وجنيف وباريس من ان انتشار مرض انفلونزا الطيور في آسيا بصورة لم يسبق لها مثيل ويهدد صحة الانسان ويشكل كارثة بالنسبة للانتاج الزراعي. ولم يستطع المسؤولون تحديد ما اذا كان الفيروس هو فيروس انفلونزا (H5N1)، واضافوا ان الامر سيحتاج لعدة ايام للتأكد من نوع الفيروس بالتحديد. يقول البروفيسور جون ما كثري من جامعة كيوترلاند انه اذا حدث واختلط فيروس انفلونزا الطيور بفيروس يصيب البشر فانه قد يكون اخطر من فيروس الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) الذي ذهب ضحيته 774 شخصا العام الماضي. ان فيروس (H5N1) ينتقل من الطيور الى البشر ولكنه لا ينتقل بسهولة الى اشخاص آخرين، وحول امكانية انتقال فيروس المرض الى بيض الدجاج وبقائه حيا داخلها ثم انتقاله الى الفرخ لم يثبت ذلك علميا حتى الآن. وطبيعي مرض انفلونزا الطيور عبارة عن انواع متعددة من الفيروسات تتراوح خطورتها بين الشديد والضعيف وما يمكن ان ينتقل الى الانسان هو النوع الشديد من خلال التعامل البشري مع الطيور الحية فقط بمعنى ان هذا الفيروس لا يعيش في جسم الطيور الميتة ولا ينتقل من خلال لحومها او نواتجها ومن اثار المرض على قطعان الدواجه حدوث نسبة نفوق عالية جدا تصل الى 100% واهم اعراضه ظهور بقع دموية على ارجل الطير الصفراء فيما تتشابه باقي اعراضه مثل خمول وانتعاش الريش وفقدان الشهية وانخفاض حاد في مقدار البيض وافرازات انفية وفمية وغيرها، مع اعراض اخرى قد تصيب الطير مثل (كوليرا الدواجن) و(نيوكاسل الدواجن) والتهاب الحنجرة والقصبة الهوائية ويتم تشخيص المرض بالاستعانة بالمختبر لعزل الفيروس المسبب او للكشف عن الاجسام المناعية المضادة في الدم ومن اهم عوامل نقل المرض الطيور المهاجرة التي قد تكون حاملة المرض او حاضنة حيث تصل مدة حمل لهذا المرض الى يومين قبل ان تظهر اعراضه بشكل واضح ويكون خطر الطيور المهاجرة اكبر في الدول التي يوجد فيها سواحل بحرية ومن اهم طرق العدوى لهذا المرض بين الطيور التنفس في الجو الموبوء داخل المزرعة وكما قد ينتقل الفيروس عن طريق فضلات الطير ويبقى حيا داخل البيئة الملوثة وفي سماد الدواجن لمدة محدودة. ان الفيروس المسبب للمرض ينتمي الى عائلة Orthomyxovirdae واكثرها ضررا جنس A -B ويبقى الفيروس حيا وفعالا في سماد الدواجن اكثر من 3 شهور في درجة حراره 4 درجات مئوية وفي الريش 18 يوما والفيروس حساس جدا للحرارة والمطهرات ويفقد ضراوته في درجة حرارة 56 خلال 3 ساعات. ان فيروسات الانفلونزا لها القدرة على التغيير المستمر مما يمكن الفيروس من تجنب جهاز المناعة البشرية وبالتال نتعرض للاصابة بالانفلونزا مدى الحياة. وذهب علماء بجامعة رينج بعدما تباطأ الخبراء في انتاج لقاح ضد الانفلونزا الشتوية والتي تعتبر موسم انتشارها الى استحداث تقنية جديدة تجعل عملية مكافحته اسهل واكثر امانا، حيث قاموا بتعديل فيروسات الانفلونزا بطرق بيولوجية، ومن ثم فانها تعمل في درجات حرارة منخفضة فقط. ويعتقد الباحثون ان هذا قد يعني ان اللقاحات الخاصة بما يسمى البرد القاتل يمكن انتاجها بسرعة، بينما اكتشف فريق آخر من الباحثين البريطانيين طريقة يتمكنون بها من ايجاد فيروس صناعي يقولون عنه انه سيكون اساسا للقاحات المستقبل ويتم ايجاد هذه الفيروسات داخل خلايا الحشرات التي لا تحتوي على جينات يحتاج اليها الفيروس للتكاثر ومن ثم فانها ليست ضارة على الاطلاق ويعطي مقاومة طويلة الامد. وقد قامت المملكة بجهود متتالية لحماية البلاد من الفيروس فور ظهوره سواء باجراءات المنع او القيام بمتابعة مزارع الدواجن الموجودة في مختلف مناطق المملكة وتعهدها بالتطهير التام للحظائر وتطبيق الاجراءات الصحية في تربية الدواجن. جهود سعودية كبيرة لحماية البلاد والعباد من الفيروس