الانكسار كلمة محبطة وتقود الى دهاليز تشي بأن شيئاً مراً يعبر الوقت ويحيله الى حطام. فهل كان الانكسار ملازماً للشاعر السعودي احمد البوق حين أصدر أخيراً ديوانه الثاني موسوماً ب"منكسر باعتداد" عن دار "شرقيات" في مصر. هذا السؤال يأتي من داخل نصوص الديوان التي تشير الى حال انسانية بدأت تستشري في مواقع عدة من حياتنا وتحيل الوقوف الى جريمة يجب التخلص منها لكي نستطيع مواكبة الحياة. فعنوان الديوان جاء من خارج النصوص، أي انه ليس هناك قصيدة تحت هذا المسمى، بل كان العنوان اختياراً لأن يحمل تضاريس القصائد المتوزعة بين دفتي الديوان رابطاً تلك الحال في نسيج واحد. وليس شرطاً ان يكون الانكسار في المواقف الكبرى. فالسقوط الكبير ينعكس على بقية فواصل حياتنا. وعلى رغم كون الشاعر اختار سقوطه اللغوي أمام حالاته الانسانية الخاصة، إلا انها نتاج لسقطات كبيرة متتالية: "نفروا على روحي ثقالاً سرقوا من الطرقات قافلة ومن عيني الرقاد ها إنهم عادوا ها إننا عدنا جاؤوا كقطعان من ال... جئنا فرادى مثلما تأتي الجياد". ويعلل البوق بأن الحياة اقرب الى انكسارات متتالية لن يقيمها في هذا الزمن سوى الشعر. فهل يستطيع الشعر حقاً ان يقيم حياة تتهاوى في كل مفاصلها؟ وهل يستطيع اقامة معمار انساني في زمن تسيدت القوة خريطة العالم، بينما انزوى الشعر والجمال وبقي السلاح رمزاً لهذا العصر الذي انكسرنا فيه فرادى وجماعات.