يطلق أطباء القلب في السعودية انذارات تحذيرية من ارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب أو أحدها. ففي الوقت الذي يعاني المجتمع من زيادة أمراض السكر وضغط الدم، وبعض المشكلات الصحية التي يطلق عليها أمراض العصر، يجد مرض القلب طريقه إلى قلوب الشباب من كلا الجنسين في شكل متزايد. والأسباب كثيرة ومن أهمها الإقبال المتزايد على التدخين خصوصاً الشيشة التي يعتقد بعض الشباب أنها أخف وطأة من السجائر، إضافة إلى زيادة الوزن. فريال النابلسي في الخامسة والثلاثين من العمر ومصابة بضعف في عضلة القلب يعرضها للخفقان الشديد خلال قيامها بأبسط مجهود. وتصف فريال نفسها بالعجوز المتهالكة لأنها لا تستطيع التمتع بحياتها والسبب في رأيها ورأي الأطباء هو لجوؤها إلى التدخين في سن مبكرة لا تتجاوز الثامنة عشرة. وتقول:"بدأت المسألة بمجاراة زميلاتي في المدرسة خلال الزيارت، ومن ثم أصبحت عادة إلى أن وصلت حد الإدمان. فأنا اليوم أدخن أكثر من 20 سيجارة في اليوم، عدا الشيشة التي يحلو مذاقها في السهرات، والتجمعات النسائية خصوصاً في المقاهي التي تزداد يوماً بعد يوم". وتوضح فريال أنها اكتشفت إصابتها قبل ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الوقت وهي في محاولة جبارة للتقليل من عدد السجائر التي تستهلكها. ويؤكد طارق صلاح، طالب في كلية الطب، أنه يعاني انسداداً في أحد الشرايين مما يجعله تحت خطر الحالات الحرجة في أي ساعة. وأصيب طارق بالمرض بفعل"وراثة". ويقول انه فوجئ بالاصابة به خصوصاً أنه لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر. ويضيف:"بعد فحوصات روتينية عدة، تبين أنني مصاب بشبه انسداد في أحد الشرايين في القلب، ولم أكن اعلم أن الوراثة ستظهر لدي بهذه السرعة، إلا أن الأمر محصور حتى اليوم في النطاق الطبيعي، كما قال لي الاطباء. ومع تناول الأدوية اللازمة لا توجد لدي مشكلة كبيرة، ولكن الواقع الذي لا يتغير هو الإصابة بالمرض، وبالطبع هذا سيشكل نوعاً من العقبات المستقبلية التي أتمنى أن لا تقف في طريق دراستي، أو حياتي العملية". زينة كنعان في سنتها الجامعية الأخيرة، تعاني أيضاً من انسداد أحد شرايين قلبها، وتفاقمت المشكلة التي بدأت معها منذ الصغر. فهي لم تمارس الرياضة قبلاً ولم تعد قادرة على ممارستها الآن لأنها تتطلب جهداً لا تقوى عليه. خضعت زينة لأكثر من عملية جراحية من دون جدوى، والحل بالنسبة اليها هو الاستسلام للأمر الواقع خصوصاً أنها فقدت الأمل في الزواج، وقررت تكريس حياتها للعمل. وتقول زينة:"لن تكون لدي طموحات مثل غيري من الفتيات في تكوين أسرة، إلا أن الأمل يحدوني في متابعة تعليمي، وممارسة العمل في تخصصي في الخارج، لأن الحياة في الخارج تستوعب العديد من الحالات الصعبة، ولديهم كثير من الخبرة في التعامل مع مثل من هم في حالتي، بل والأسوء مني". وفي هذا الاطار، يكشف رئيس قسم القلب في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الدكتور ناصر مهدي عن ارتفاع معدل أمراض القلب بين الشباب السعوديين،"وإن كانت النسب الحقيقية غير معروفة في شكل دقيق". إلا أن ارتفاع نسبة التدخين، وارتفاع معدل السمنة، والسكري، وعدم ممارسة الرياضة كلها عوامل تزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين كما يقول، مشيراً إلى أن"ما بين سبعة إلى ثمانية في المئة من السكان مصابون بأحد أمراض القلب نتيجة نمط الحياة ذلك، والسلوك الغذائي غير المنتظم، والسمنة المفرطة، استخدام الزيوت المهدرجة، وعدم معرفة مدى خطورة الإصابة بكولسترول الدم، وتأثيره على القلب".