للسنة الثالثة على التوالي يقف شريف الشوباشي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بوجه تحديات جمة لإنجاح المهرجان القاهري الذي اراده "فسحة لنشر التذوق الفني ودعم التفاهم بين شعوب العالم. وككل عام لم يخلُ المهرجان من بعض العثرات والعقبات ان لجهة اللغط الحاصل حول استبعاد السينما الفلسطينية باستبعاد مخرجيها من حملة الجوازات الاسرائيلية، أو لجهة تضارب المواعيد بين هذا المهرجان والمهرجانات العربية الأخرى". وإذ يؤكد الشوباشي ل "الحياة" عدم استبعاد السينما الفلسطينية، فهو يحرص في المقابل على التأكيد أن "أي فيلم من إنتاج إسرائيلي يمنع منعاً باتاً في المهرجان". وعن ما اذا كان التضارب في المواعيد بين مهرجان القاهرة ومهرجاني دبي ومراكش سيسحب البساط من تحت اقدام المهرجان القاهري يقول: "هذا التزامن في المواعيد غير مستحب وسنسعى في المستقبل القريب لتجنب الوقوع في الخطأ نفسه بمزيد من التنسيق. من جهة ثانية لا تُنافس هذه المهرجانات مهرجان القاهرة انما تكمله، ولذلك سأعود فور الانتهاء من المهرجان الى انشاء اتحاد للمهرجانات العربية بهدف التنسيق الكامل في ما بينها، أما مبدأ وجود مهرجانات اخرى في العالم العربي فهو لا شك أمر أرحب به كثيراً كونه مفيداً لنا.. لكن مع تضارب المواعيد.. تصبح المسألة صعبة". ويستغرب الشوباشي اختيار مهرجان دبي ومراكش مواعيد تتقاطع مع مواعيد مهرجان القاهرة من دون أن يتهم احداً بمحاولة نسف مهرجانه، ويقول: "استغرب فعلاً لِمَ هذا التوقيت بالذات اذ يوجد في السنة 365 يوماً و52 اسبوعاً، اي وقت كافٍ لاختيار مواعيد اخرى، قد يتساءل سائل لمَ لم نغير نحن موعدنا بكل بساطة، لكن والحقيقة اننا ملتزمون بقواعد دولية". لكن الى أي مدى سيؤثر تشابك المواعيد هذا في مهرجان القاهرة خصوصاً اذا ما عرفنا أن الإمكانات المادية المرصودة لهذه المهرجانات أهم بكثير منها لمهرجان القاهرة؟ ويجيب الشوباشي: "بالتأكيد أن الامكانات المادية مهمة لكنها في رأيي ليست كل شيء. فمهرجان القاهرة هو المهرجان الوحيد في العالم العربي المستمر منذ 28 سنة بانتظام وهو الوحيد المصنف فئة أ في الاتحاد الدولي لمنتجي السينما، أضف الى ذلك أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تملك صناعة سينمائية بين دول المنطقة التي غالباً ما تنحصر أعمالها بفيلم أو اثنين". ويعزو الشوباشي ضآلة الانتاج العربي الى ازمة السينما ككل في البلدان العربية، مؤكداً "أن من شروط المهرجان ان تكون أفلام المسابقة من انتاج السنة وان لا تكون شاركت في اي مهرجان آخر". واذا تمعنا اكثر في جدول برامج المهرجان نلاحظ غياب السينما الأميركية والبريطانية، فهل هو موقف مسبق من هذه السينما لأسباب سياسية أم أن أفلام هذه البلدان لا تليق بالمهرجان؟ ويجيب الشوباشي قائلاً: "لا توجد مقاطعة للأفلام الأميركية والبريطانية، لكن شاءت ظروف لجنة المشاهدة والأفلام ان تغيب هذه السينما عن المهرجان. مما لا شك فيه تن هناك الكثير من الأفلام الأميركية لكنها غالباً صعبة المنال كما ان همها محضّ تجاري".