لماذا تكثر المهرجانات السينمائية في العالم العربي وتغيب السينما؟ سؤال شغل اهل الاختصاص في الآونة الاخيرة مع تقاطع ثلاثة مهرجانات في الفترة نفسها، عنينا طبعاً مهرجانات القاهرةودبيومراكش. منذ عامين شهدت السينما العربية تضارباً في المواعيد بين مهرجان القاهرة ومهرجان قرطاج، وهذه السنة طال التضارب ثلاث مدن عربية، ولا نعرف ماذا يخبئ المستقبل . واذا كان المهرجان القاهري هو الاعرق بين هذه المهرجانات، اذ يعود تاريخه الى قبل 28 سنة فإنه حتماً يواجه تحديات جمة خصوصاً مع اصطدام موازنته المتواضعة بموازنات ضخمة يحكى عنها في اروقة المهرجانات الاخرى، حتى انه حكي عن عشرات آلاف الدولارات لجذب شون كونري من مهرجان مراكش الى مهرجان دبي من دون جدوى. والمثير للسخرية في الامر كله انه في الوقت الذي تتسابق فيه المدن العربية على المهرجانات السينمائية، تعيش السينما العربية حال شحّ واضح، فلا يصل الانتاج السنوي الجدير بالمهرجانات الى اربعة او خمسة افلام، اضف الى ذلك تشتت النقاد الذين لا يصل عددهم الى عدد اصابع اليد الواحدة وقلة النجوم الذين يليق بهم اعتلاء السجادة الحمراء. في ظروف طبيعية يمكن اعتبار ظاهرة تعدد المهرجانات السينمائية ظاهرة صحية، لكن في الظروف التي تعيشها السينما العربية لا يسعنا الا التعجب، والسؤال: هل اضحت المهرجانات السينمائية مجرد واجهة اجتماعية أم انها لا تزال تلعب دوراً في خدمة الفن السينمائي، وبالتالي هل اضحى الممثل أو الناقد سلعة غالية يكسبها من يدفع الثمن؟