علقت ادارة بورصتي باريسوالدار البيضاء تداول اسهم شركة"اتصالات المغرب"في اول ايام طرحها للتداول أمس، بعد طلب قوي على أسهم الشركة التي أنهت الاسبوع الماضي الاكتتاب في اول طرح لاسهمها. وزاد سعر السهم، الذي جرى تحديد الحد الاقصى لنطاق سعره في الطرح الاول للاكتتاب العام عند 68,25 درهم بنسبة 120 في المئة مع بلوغ أسعار عروض الشراء 150 درهماً للسهم. وقال تجار:"الغت البورصة العروض خصوصاً ان حجم الطلب يدفع الى الاعتقاد باننا سنشهد الامر ذاته حتى الاربعاء". وبموجب لوائح البورصة يمكن تعليق تداول السهم لمدة لا تتجاوز ثلاث جلسات متتالية عندما يرتفع سعره او يقل بما يزيد على 6 في المئة. وأعلنت شركة"يورونكست"، التي تدير بورصة باريس، انه ستكون هناك محاولة أخرى لتداول السهم عندما يتم الحد الاقصى لنطاق التذبذب البالغ 20 في المئة بمقدار 10 في المئة أخرى. وقال متحدث باسم يورونكست ل"رويترز":"اذا ظل الطلب مرتفعاً جداً سيتم توسيع النطاق بمقدار 10 في المئة أخرى كل 15 دقيقة". وكان التداول بأسهم الشركة بدأ متزامناً في بورصتي باريسوالدار البيضاء في اول طرح لجزء من رأس مال شركة عمومية مغربية في بورصات دولية. وقالت مصادر الشركة ل"الحياة"ان نحو مليون سهم عُرضت بسعر 6,16 يورو للسهم الواحد في مؤشر"يورونيكس"الفرنسي وبسعر 68,25 درهم في مؤشر"ماسي"في الدار البيضاء وسط اهتمام كبير من المتعاملين المؤسساتيين والافراد الذين اكتتبوا في نحو 15 في المئة من رأس مال"اتصالات المغرب"بقيمة تجاوزت بليون دولار. وأشارت المصادر الى ان رؤوس اموال مغربية وعربية واوروبية واميركية اكتتبت في اسهم الشركة وزاد الطلب 21 مرة على حجم الاسهم المعروضة. وتملكت الشركات الاجنبية 54 في المئة من الاسهم وحازت الشركات المغربية على نسبة 20 في المئة والافراد على نسبة 23 في المئة، وخُصصت حصة 3 في المئة الى العاملين في الشركة. وقدر اجمالي الاكتتاب 192 بليون درهم، وشارك في جمعه متداولون من 51 دولة. وقال وزير المال فتح الله ولعلو ل"الحياة"انها"اكبر عملية طرح اسهم في تاريخ المغرب منذ انطلاق برنامج التخصيص قبل 11 عاماً وهي تعكس الثقة التي يضعها المستثمرون في الاقتصاد وامكاناته". واعتبر ان عائدات العملية ستمكن من التغلب على عجز الموازنة وتمويل مشاريع اقتصادية واجتماعية يقودها صندوق الحسن الثاني للتنمية الذي يحصل ايرداته من برامج تخصيص الشركات العامة في المغرب. ومنذ الصباح حاول صغار المكتتبين التخلص من اسهمهم التي حصلوها قبل اسبوع، لكن مجلس القيم المنقولة في الدار البيضاء اشار الى ان"عمليات البيع والشراء يجب الا تتجاوز سقف 6 في المئة المعمول بها في كل جلسة تداول". ومن جانبها التزمت مجموعة"فيفاندي"عدم شراء حصص اضافية عبر البورصة الفرنسية في الوقت الراهن تجنباً للتأثير في الاسواق والاكتفاء بحصة 51 في المئة التي تملكتها على مرحلتين بقيمة 3,5 بليون دولار، وهو ما يمنحها حق التحكم في مجلس الرقابة الجديد الذي سيعلن قريباً. وينتظر ان تسدد"فيفاندي"لوزارة المال المغربية نحو 900 مليون يورو في الاسبوع الاول من السنة الجديدة مقابل قيمة 16 في المئة الاضافية التي كانت اقتنتها الشهر الماضي بعد عامين من المفاوضات المتعثرة مع الحكومة المغربية بسبب خلاف في شأن السعر المرجعي. وتُقدر الايردات التي تحصلها الحكومة من تخصيص"اتصالات المغرب"اكثر من بليوني دولار ما يجعل الموازنة الجديدة في غير حاجة الى اقتراض خارجي السنة المقبلة باستثناء مبالغ تُقدر بنحو 800 مليون دولار يُتوقع تحصيلها من مؤسسات دولية مثل البنك الدولي والبنك الاوروبي والاتحاد الاوروبي وبعض صناديق التنمية العربية لتمويل مشاريع في البنى التحتية ومحاربة الفقر في الارياف.