سيطرت مجموعة"فيفاندي يونفرسال"الفرنسية على شركة"اتصالات المغرب"، وباتت تملك 51 في المئة من اجمالي رأسمال الشركة المغربية بعد شراء حصة اضافية فيها بنسبة 16 في المئة مقابل 12.4 بليون درهم 1.1 بليون يورو، ليصل مجموع المبالغ التي انفقتها المجموعة الفرنسية 3.1 بليون يورو على مدى ثلاثة اعوام، ما يفتح الباب امام مراقبتها لمجلس ادارة الشركة عندما تنتقل"الاتصالات"الى وضعية القطاع الخاص السنة المقبلة. واعتبر وزير المال فتح الله ولعلو، الذي وقع الاتفاق باسم الحكومة المغربية، ان"الصفقة تسمح بتوسع نشاط فيفاندي في سوق الاتصالات المغربية، وجلب استثمارات دولية جديدة الى القطاع الذي يحقق تطوراً كبيراً، وهو يندرج في سياق تحرير مجموع خدمات الاتصالات". وقال ل"الحياة":"يسمح الاتفاق الجديد للشركة بالانتقال الى قانون القطاع الخاص، وهو يحمي مصالح حقوق المساهمين العموميين البالغة 49 في المئة من الاسهم، سيتم تخصيص 14 في المئة منها قبل نهاية السنة الجارية بطرح بعض الحصص للتداول في بورصتي باريس والدار البيضاء". ومن جهته قال رئيس"فيفاندي"جان رونيه فورتو ان مجموعته تعتبر المغرب ثاني سوق استثمارية بعد فرنسا، وان الشراكة الاستثمارية والتقنية بين الشركتين ستمكن من تحقيق اهداف استراتيجية تعود بالنفع على الطرفين. وتبدأ"فيافاندي"و"اتصالات المغرب"الاسبوع المقبل حملة تعريف في بورصة باريس عشية طرح اسهمها للتدوال في البورصة الفرنسية. ويمنع القانون رقم 39 - 89 مجموعة"فيفاندي"من زيادة حصتها في الشركة المغربية لكنها ستراقب عن كثب عملية بيع 14 في المئة من الاسهم التي تملكها الحكومة المغربية. وقالت مصادر مالية ل"الحياة"ان ادراج اسهم شركة الاتصالات في الاسواق المالية سيجلب للخزانة مبالغ تراوح بين بليون و1.5 بليون يورو، تستخدم في تمويل عجز الموازنة وبرامج"صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية"في مجالات الاسكان والتنمية الريفية. ويُتوقع ان تدر عائدات تخصيص قطاع الاتصالات اكثر من 2.5 بليون دولار على الاقل السنة المقبلة، وهي مبالغ توازي حجم العجز المسجل في الموازنة، التي توقعت اقتراض مبالغ بقيمة 700 مليون دولار من السوق المالية الدولية ضمن اطار"نادي باريس"و"البنك الدولي". وكانت شركة"اتصالات المغرب"حققت ارباحاً صافية العام الماضي بلغت 6.9 بليون درهم، وتساهم تلك الارباح في تقليص العجز المالي الذي تواجهه"فيفاندي"التي باعت بعض شركاتها الاعلامية في الولاياتالمتحدة للانفاق على مشاريعها الاستثمارية في المغرب. وتعتبر"فيفاندي"اكبر مستثمر فرنسي في المغرب بنحو ستة بلايين يورو، وتملك الى جانب قطاع الاتصالات فروعاً في مجال تدبير خدمات الكهرباء والماء والتطهير في مدن الرباط وطنجة وتطوان.