تترقب اسواق النفط العالمية نتائج اجتماع المؤتمر الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ال133 بالقاهرة يوم الجمعة المقبل برئاسة وزير النفط الاندونيسي بورنو موسيجيا ناتور، والذي سيضع فى اولوياته سياسة الإنتاج المقبلة في الربع الاول من العام 2005 فى ظل سماح المنظمة لأعضائها بمواصلة تجاوز حصص الإنتاج المقررة لهم طالما ظلت أسعار النفط مرتفعة. ويشارك في أعمال المؤتمر 18 وزيرا يمثلون الدول الأعضاء في (اوبك) وعددهم 11 دولة هي المملكة وفنزويلا ونيجيريا وإيران والجزائر والإمارات والعراق وقطر والكويت وليبيا واندونيسيا وسبعة وزراء من الدول المنتجة للبترول غير الأعضاء في أوبك ويمثلون المكسيك وانغولا وروسيا والسودان وسوريا وعمان إضافة الى مصر. وأكد وزير النفط المصري سامح فهمي على أهمية تحقيق التعاون والتنسيق بين دول (أوبك) والدول خارجها المنتجة للبترول من اجل تحقيق الاستقرار والتوازن بالأسواق وأسعار النفط. كما أكد على ضرورة ان يساهم الجميع في التوصل الى آليات واقعية تحقق حلولا عملية لتحقيق الاستقرار لسوق النفط العالمي. وشدد الوزير المصري على اهمية انعقاد مؤتمر (أوبك) بالقاهرة في هذا التوقيت الذي تشهد فيه اسواق البترول عدم استقرار في مستويات الاسعار مشيرا الى تطلع المراقبين لنتائج هذا المؤتمر من اجل استقرار السوق العالمي والاسعار. يشار هنا الى ان الاجتماع السابق للمنظمة قد قرر رفع انتاج المنظمة بمقدار مليون برميل يوميا اعتبارا من اول نوفمبر الماضي ليصل الإنتاج الرسمي لدول المنظمة الى نحو 27 مليون برميل يوميا فى حين يقدر الإنتاج حاليا بأكثر من 30 مليون برميل يوميا ويرى مراقبون ان البيانات التى أعلنتها هيئة معلومات الطاقة فى واشنطن حول ارتفاع مخزون الولاياتالمتحدة من النفط الخام بنسبة 3.5% - وهو ما ساهم بشكل سريع فى خفض سعر الخام الأمريكي الخفيف بنسبة 64. 3 دولارات ليصل إلى 49. 45 دولارا للبرميل في نيويورك أكبر انخفاض في الأسعار منذ 2001 - سيكون احد العوامل الرئيسية فى صياغة نتائج اعمال المؤتمر. كانت تلك البيانات التى اعلنت على نطاق واسع قد اثرت على باقى الاسواق حيث تراجع سعر خام برنت في لندن بنسبة 20. 3 دولارات ليصل إلى 30. 41 دولارا للبرميل. وقف زيادات الإنتاج وتطالب الكويت بوقف زيادات الإنتاج اذا استمر انزلاق أسعار النفط، حيث قال وزير الطاقة الكويتي انه ينبغي لأعضاء أوبك ان يوقفوا كل الإنتاج الزائد عن الحصص الرسمية إذا استمر الهبوط الحالي في أسعار النفط. مؤكدا على ضرورة حرص المنظمة في المرحلة القادمة على استمرار الإمداد والمحافظة على استقرار الأسعار. وهذا أمر أساسي واستراتيجي بالنسبة لأوبك، مشيرا أيضا الى حرص المنظمة ان لا يكون هناك هبوط حاد في الاسعار خلال الربع الثاني من العام القادم يصعب معالجته في المستقبل..."اننا ننتظر الدراسات حتى نستطيع أن نقرر ذلك". وقال الشيخ احمد الفهد الصباح على هامش ندوة عن الطاقة "بالنسبة لنا في الكويت اذا استمر هذا الهبوط كما حدث في الساعات الثماني والاربعين الماضية فانني اعتقد أنه يجب علينا...وقف كل الإنتاج الزائد". وقال "بالطبع نحن قلقون الآن وعلينا ان نأخذ هذا السعر بجدية شديدة، و علينا ان ندرس الوضع في اجتماع اوبك (بالقاهرة) لكي نعرف ان كان لايزال هناك نقص في السوق". وقال الشيخ احمد "اعتقد أن هناك 1.5 الى 2.0 مليون (برميل يوميا) في السوق. ولذلك فان علينا على الاقل أن نبقى في حدود سقف حصص اوبك." لا حاجة لكبح جماح الطفرة ويقول بعض أعضاء أوبك إنه لا توجد حاجة لكبح جماح الطفرة الحالية في انتاج المنظمة والتي قفزت بإنتاجها الى أعلى مستوى منذ 25 عاما. لكن إيران قالت انه يجب تقليص الإنتاج الزائد عن الحصص الرسمية لتجنب ملء المخزونات خلال الشتاء. وأظهر مسح لرويترز ان اعضاء اوبك العشرة الذين يخضعون لنظام الحصص انتجوا 27.89 مليون برميل يوميا في اكتوبر اي ما يزيد 890 الف ب/ي عن الحصص الرسمية الجديدة بدءا من اول نوفمبر. انخفاض شحنات أوبك ومن جانبه قال خبير في صناعة شحن النفط ان شحنات منظمة أوبك من النفط انخفضت في الاسابيع الاربعة التي تنتهي في 18 ديسمبر رغم ارتفاع عمليات حجز الناقلات من جانب دول الخليج لشحن النفط في السوق الفورية. وقال روي ميسون من شركة أويل موفمنتس الاستشارية ان عمليات استئجار الناقلات أظهرت أن صادرات دول أوبك انخفضت بمقدار 470 ألف برميل في اليوم الي 06ر24 مليون برميل يوميا من 53ر24 مليون في الاسابيع الاربعة التي انتهت في 20 نوفمبر .وهذا هو التراجع الاسبوعي الثالث علي التوالي. وفي الاسبوع الماضي قال ميسون ان اجمالي حجم عمليات شحن نفط أوبك بحرا انخفض الي 540 ألف برميل في اليوم في الفترة حتي 11 ديسمبر.