كشفت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان رئيس هيئة تخطيط الدولة عبد الله الدردري اجتمع نهاية الاسبوع الماضي مع اعضاء القيادة القطرية لحزب "البعث" الحاكم في سورية لتقديم صورة تفصيلية عن واقع الاقتصاد وتبني"اقتصاد السوق" بدلاً من "الاقتصاد الاشتراكي ومركزي التخطيط" الذي ساد لنحو 43 سنة. وأكد الدردري ل "الحياة" ان النظرة الى الاقتصاد السوري "ستكون فنية وليست ايدولوجية. بالتالي فإن افضل خيار اقتصادي لسورية سيكون خيارنا وايديولوجيتنا"، قبل ان يوضح ان الحكومة تهدف الى تحقيق اربعة اهداف هي "نمو اقتصادي مستدام، وخلق فرص عمل جديدة، ورفع كفاءة الاستثمار، وادارة حكومية فاعلة". واكتسب لقاء الدردري، وهو غير بعثي، لمدة ساعة ونصف الساعة مع اعضاء القيادة القطرية العشرين بمن فيهم الامين القطري المساعد سليمان قداح ورئيس المكتب القطري عبد القادر قدروة رئيس البرلمان السابق، اهمية كبيرة لأن بعض المسؤولين استمروا في الحديث عن الاقتصاد الاشتراكي المركزي على رغم ان السنوات الاربع الاخيرة شهدت تأسيس مصارف وجامعات ومدارس وصحف خاصة. ولم يحضر الرئيس بشار الاسد هذا اللقاء، إلا أنه كان ترأس الاسبوع الماضي اجتماعات ل "المجموعة الاقتصادية" في حكومة محمد ناجي عطري، بحضور وزيري الاقتصاد عامر لطفي والصناعة غسان طيارة اللذين تسلما منصبيهما في بداية الشهر الماضي. وقال خبراء سوريون ل"الحياة" ان انعقاد هذا اللقاء "بناء على طلب القيادة القطرية استهدف ايصال رسالة ان سورية تتجه نحو اقتصاد السوق وانها حسمت خيارها بتبني اقتصاد السوق". ورداً على السؤال: هل ان تبني اقتصاد السوق يعني الغاء 43 سنة من الاقتصاد الاشتراكي؟ اجاب الدردري: "ليس هناك الغاء بل بناء على ما تحقق في العقود السابقة"، موضحاً ان دور الدولة مستقبلاً سيكون "مهماً وواسعاً لأنها ستدير السياسة المالية وسياسة التجارة الخارجية والسياسة النقدية عبر مجلس النقد والتسليف".