عمّت الاحتفالات جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية أمس إثر قرار واشنطن الاعتراف بها، الأمر الذي تعارضه جارتها الجنوبية اليونان، فيما اعتبر المراقبون الموقف الأميركي دعماً لحكومة سكوبيا التي يواجه مشروعها الخاص بمنح المزيد من الحقوق للأقلية الألبانية تحدياً من المتشددين العرقيين المقدونيين الذين يسعون إلى إفشاله في الاستفتاء العام الذي يجرى في البلاد اليوم. وأقيمت في العاصمة سكوبيا والمدن المقدونية الأخرى أمس، مهرجانات خطابية وموسيقية أشادت بالخطوة الأميركية واعتبرتها "نصراً مقدونياً ضد الإجراءات اليونانية غير الشرعية، التي أرغمت البلاد على استخدام اسم الجمهورية المقدونية اليوغوسلافية السابقة الذي لا ترغب أن يكون بديلاً عن مميزاتها التاريخية الخاصة". ونقل تلفزيون سكوبيا عن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر أمس، أن الولاياتالمتحدة "اعترفت بمقدونيا جمهورية ديموقراطية متعددة الأعراق ضمن حدودها الدولية، انطلاقاً من التعاون المشترك بين البلدين في الحرب ضد الإرهاب، والتزام مقدونيا الاتفاق السلمي مع الألبان الذي يمثل طريقاً صحيحاً نحو الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي". فيما حذرت واشنطن رعاياها في اليونان من أن هذا القرار قد يسفر عن تنظيم تظاهرات معادية للأميركيين. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة في الجنوب المقدوني المحاذي لليونان أن الأخيرة بدأت بطرد المواطنين المقدونيين من أراضيها، وأعادت السلطات الحدودية اليونانية الكثير من المقدونيين على رغم وجود تأشيرة لديهم، وذلك ضمن الإجراءات المتشددة التي فرضتها على سكان مقدونيا. ولم تستبعد المصادر نفسها قيام اليونان بإعادة فرض الحصار الاقتصادي الذي كانت ضربته سنوات عدة على مقدونيا وأوقفت العمل به قبل خمس سنوات من دون إلغائه نهائياً. استفتاء مقدونيا من جهة أخرى، يجرى في مقدونيا اليوم استفتاء، دعت إليه المعارضة العرقية المقدونية، في شأن مشروع الحكومة الائتلافية بين "الحزب الديموقراطي الاشتراكي المقدوني" والمقاتلين الألبان السابقين، يمنح الأقلية المقدونية مزيداً من الصلاحيات البلدية في مناطق غرب البلاد إضافة إلى العاصمة سكوبيا. وتعارض غالبية المقدونيين هذا المشروع، الأمر الذي دعا كلاً من أنصار الحكومة والأقلية الألبانية 25 في المئة من مجموع السكان الى طلب مقاطعة التصويت وافشال الاستفتاء.