سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بلير سيسعى الى دفع بوش لحل الأزمة مقابل دعمه لأميركا في العراق والحرب على الارهاب . لندن تحضر بعد فوز بوش بولاية ثانية مبادرة جديدة لتسوية النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي
يسود الاعتقاد في لندن بأن مبادرة جديدة للعمل على احراز تقدم في حل الأزمة بين الفلسطينيين واسرائيل يجري الإعداد لها بعد فوز الرئيس الاميركي جورج بوش بفترة ولاية ثانية. وعلى رغم ان وزارة الخارجية البريطانية ترفض الافصاح عن أي تفاصيل في هذا الشأن إلا ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اوضح بجلاء بعد تهنئته لبوش بانتصاره، ضرورة بذل جهود جديدة من جانب واشنطن من أجل احياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وقد سعى بلير، باعتباره أوثق حلفاء بوش، على نحو السرعة للعمل على تنفيذ الوعد الذي قطعه اخيراً بضرورة التحرك لحل الأزمة بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية. ولكن اسئلة عدة لا تزال مثارة حول امكان تنفيذ هذا الوعد، واعلن بلير في تصريحات صحافية بعد تهنئته لبوش بأن حل الأزمة يعتبر"أكبر تحد ملح"يواجه العالم اليوم. ومع الأنباء التي تحدثت عن تدهور صحة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مستشفى بيرسي العسكري في باريس يبدي المسؤولون البريطانيون قلقاً حول التطورات في المنطقة ويريدون معرفة المزيد عن حالة"أبو عمار"مع ارتباط ذلك بفرص احراز تقدم. ومن جانبه، قال بلير ايضاً في تصريحاته انه ينبغي على الغرب ان يعمل بلا هوادة في الحرب ضد الارهاب، كذلك"مواجهته الظروف والأسباب التي يستغلها الارهابيون"لتبرير أعمالهم. وكان بلير يشير، كما تقول صحيفة"ذي تايمز"البريطانية الى المظالم القائمة في الشرق الأوسط، كما يهدف كلامه الى طمأنة النواب العماليين الى انه سيسعى الى دفع بوش الى التحرك لحل الأزمة الفلسطينية في مقابل مواصلة دعمه الثابت لأميركا بالنسبة الى العراق والحرب ضد الارهاب. وكان عدد كبير من النواب العماليين أبدوا قلقهم من فوز بوش بولاية ثانية، وكانوا يفضلون ان يفوز المرشح الديموقراطي جون كيري بالرئاسة كي يتبنى أساليب جديدة لإنهاء الانقسامات العالمية حول العراق والقضايا الدولية الاخرى الملحة. وفي الوقت نفسه تترقب الأوساط السياسية في لندن معرفة التغييرات التي سيدخلها بوش على ادارته، وما إذا كان كولن باول سيستمر في منصبه وزيراً للخارجية مع توقعات بأنه يريد ان يستقيل"لأسباب صحية"وغيرها. وكان باول من بين العناصر الرئيسية التي تمثل الاعتدال في قضيتي الصراع العربي - الاسرائيلي والعراق في ادارة بوش. وثمة تخوف لدى المراقبين في لندن من ان بوش سيواصل سياساته الموالية لاسرائيل من دون اي تغيير خلال فترة رئاسته الثانية، ولذلك فإن الآمال التي يعلقها بلير على احراز تقدم لن يمكن تحقيقها، وان واشنطن ستقاوم بشدة أي مبادرة جديدة لحل النزاع. ولهذا فإن تفاؤلاً حذراً يسود الأوساط السياسية حول فرص التقدم بسبب الاتجاهات اليمينية للرئيس بوش.