مع الاعلان عن وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم امارة أبو ظبي رئيس دولة الإمارات مساء أول من أمس الثلثاء كان الشيخ خليفة بن زايد على موعد مع القدر لحمل الأمانة التي ارتضاها له والده من بعد. الأمانة كبيرة وثقيلة وهي بحجم الشيخ زايد وانجازاته الكبيرة التي امتدت على مدى 38 عاماً في حكم أبو ظبي وانتقل بها من حياة البداوة والبساطة والحرمان الى حياة عصرية شاملة بكل مظاهرها الحضارية، مع الحفاظ على ثوابتها الفكرية وهويتها الاسلامية وتراثها الأصيل. وقف الشيخ خليفة بن زايد والى جانبه أخوه الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي وبقية اخوانهم أنجال زايد يستقبلون قادة الدول الخليجية والعربية والعالمية الذين توافدوا الى أبو ظبي لتقديم العزاء بفقيد الامارات والأمة. فكرس هذا الموقف الشيخ خليفة على رأس الهرم السياسي في أبو ظبي وقدمه للعالم الى جانب بقية أفراد الأسرة الحاكمة الجامع للإمارة بعد زايد مستمداً قوته من الثقة التي منحه اياها والده طوال اكثر من 30 عاماً كان فيها ولياً للعهد، والتجربة الثرية التي مارسها في ظل والده في ادارة شؤون البلاد، ومن علاقاته الوثيقة مع أبناء أبو ظبي وقبائلها وارتباطاته وصداقاته الخليجية والعربية والعالمية. ولد الشيخ خليفة بن زايد وهو اكبر انجال الشيخ زايد في مدينة العين عام 1948، ويتصف بخلقه الجم وتواضعه الكبير الذي جمع حوله محبة واحترام أبناء أبوظبي وكل من عرفه. ويرجع تشكيل وجدانه وفكره الى والده، حيث حرص الشيخ خليفة منذ صغره على ملازمة والده وتتلمذ عليه في القيادة والسياسة. وتصدى الشيخ خليفة في مختلف المناصب الرئيسية التي تولاها سواء على مستوى أبو ظبي أو على مستوى الاتحاد لمسؤولياته الوطنية واستطاع ان يترك فيها جميعاً بصمات واضحة وان يؤدي لبلاده من خلالها خدمات جليلة. تولى الشيخ خليفة في كنف والده مناصب عدة شملت تعيينه ممثلاً لحاكم أبو ظبي في المنطقة الشرقية ورئيساً للمحاكم فيها اعتباراً من 18/9/1969، وتولى ولاية العهد في امارة أبو ظبي في شباط فبراير 1969. وتولى في تموز يوليو 1971 منصب رئيس الوزراء في امارة أبو ظبي ووزير الدفاع والمال فيها، فيما عين في الثاني من كانون الأول ديسمبر 1971 مع قيام اتحاد دولة الامارات نائباً لرئيس مجلس الوزراء في الدولة الاتحادية. وترأس الشيخ خليفة بن زايد منذ أول كانون الثاني يناير 1974 وحتى الآن المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي مجلس الوزراء المحلي وفي أيار مايو 1976 عين نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، وانجز خلال فترة قياسية توسعاً كبيراً في بناء القوات المسلحة لدولة الامارات وتزويدها بأسلحة العصر ومعداته المتطورة وتدريب افرادها وفقاً لأحدث الاساليب للقيام بدورهم في الدفاع عن الامارات وتأمين حدودها وحماية منجزاتها. وتولى الشيخ خليفة خلال السنوات الأخيرة الإشراف المباشر على ادارة الثروة البترولية للبلاد والمحافظة عليها وتحقيق السيطرة الفعلية على كل مرافقها من خلال رئاسته للمجلس الأعلى للبترول. وأشرف من موقعه هذا على تنفيذ خطة طموحة ترمي الى انشاء أضخم قاعدة صناعية في أبو ظبي تقوم على استغلال البترول والغاز الطبيعي في عدد من المجمعات والصناعات البتروكيماوية. ورأس الشيخ خليفة مجلس ادارة صندوق أبوظبي للتنمية الذي يختص بتقديم القروض والمساعدات للدول العربية والصديقة لتحقيق مشاريع تنموية فيها. كما رأس مجلس ادارة جهاز أبو ظبي للاستثمار المسؤول عن توظيف الاستثمارات المالية لحكومة الامارة في الاسواق المالية العالمية، ومشاريع استثمارية دولية. قام الشيخ خليفة خلال مسيرته السياسية بزيارات لعدد كبير من الدول العربية والعالمية وتمكن من توثيق الروابط بين الامارات وهذه البلدان. يهوى رياضة الصيد بالصقور ونظم الشعر وعدداً اخر من الهوايات التي تتصل بمجتمع الامارات ومنطقة الخليج.