علمت "الحياة" من مصادر فرنسية مطلعة ان الرئيس جاك شيراك يستقبل الجمعة المقبل في قصر الاليزيه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط، فيما قام "حزب الله" امس بتحرك سياسي وإعلامي واسع امس لطمأنة المعارضة والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير الى ان التظاهرة التي دعا إليها اليوم مع الأحزاب والقوى الحليفة لدمشق، هدفها التعبير عن الموقف ضد قرار مجلس الأمن الرقم 1559 الذي يدعو سورية الى الانسحاب من لبنان وإلى حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية الذي يطاول الحزب تحديداً، مؤكداً انها لا تهدف الى استفزاز الفرقاء في الداخل اللبناني. راجع ص 8 وزار وفد من الحزب برئاسة رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد البطريرك صفير امس في بكركي، ثم رئيس الجمهورية اميل لحود لهذا الغرض. كما أجرى اتصالات مع عدد من القوى المعارضة لهذا الغرض، بعدما ابدت قيادته انزعاجها من عدد من المواقف التي رأت فيها حرفاً للتظاهرة عن مسارها السياسي لا يخدم الهدف من وراء الدعوة إليها، وسط مخاوف من ان تزيد الانقسام السياسي في البلاد وأن تأخذ طابعاً طائفياً. ونقل رعد عن صفير تقديره لأداء المقاومة التي يشكل الحزب عمودها الفقري، وقال انه عرض معه "تداعيات القرار الرقم 1559 وكيفية مواجهتها بمزيد من الوحدة الوطنية وتعزيزها ووضع التجاذبات السياسية الداخلية تحت سقف الحفاظ على العيش المشترك". ودعا الى عدم الانزلاق الى "مخاطر الصخب والانفعال الذي يسود في بعض الزوايا" في اشارة منه الى "المزايدات" بين فريقي المعارضة والموالاة... وأكد "حزب الله": "لسنا في صدد استفزاز اي جهة من اللبنانيين". لكنه اكد ان القرار 1559 ليس شأناً داخلياً، بل وطني. وأشار الى ان سورية تحتاج الى وحدة اللبنانيين لا الى انقسامهم. وأنجزت الأحزاب الحليفة لدمشق ترتيبات التحضير للتظاهرة وأخذت بدعوة الحزب الى توحيد شعاراتها ضد القرار 1559 وضد التدخل الدولي في الشؤون اللبنانية، وللتضامن مع سورية. وستنقل الباصات المناصرين لهذه الأحزاب الى بيروت للمشاركة في التظاهرة التي ستنتهي بمهرجان خطابي. وتشارك البلديات التي لهذه الأحزاب نفوذ فيها في المناطق في تأمين هذه الباصات. وفي باريس، أوضح مصدر فرنسي رفيع ل"الحياة" ان ان استقبال شيراك لجنبلاط "يأتي من منطلق الاهتمام الفرنسي بالشخصيات اللبنانية الكبيرة التي أبدت شجاعة في مجلس النواب دفاعاً عن القيم الديموقراطية"، في اشارة الى معارضة تعديل الدستور من اجل تمديد ولاية الرئيس اميل لحود.