أقرّ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان بأنه "غاضب ومستاء" بعد اكتشافه اخيراً ان ابنه كوجو تسلم لمدة أربع سنوات معاشاً شهرياً من شركة "كوتيكنا" التي كان لها عقد مع برنامج "النفط للغذاء" في العراق. وقال انان رداً على سؤال ل"الحياة" امس الاثنين هل شعر بخيبة أمل من تصرفات ابنه: "طبيعي، لقد أُصبت بخيبة أمل وفوجئت". وأكد انه تحدث مع كوجو هاتفياً في الموضوع، ولم يكشف عن تفاصيل، مشدداً الى ان كوجو رجل مستقل، وملمحاً الى انه غير مسؤول عن كل تصرفات. وقال انان بعد مواجهة الاعلام له ومطالبة بعض المعلقين باستقالته: "لي علاقات عائلية دافئة مع ابني، لكنه في حقل مختلف. انه رجل أعمال مستقل. رجل بالغ. وانا لن أتدخل في نشاطاته كما انه لا يتدخل في نشاطاتي". وتابع: "كما قلت في الماضي، لا علاقة لي بمنح العقود، لا كوتيكنا ولا غيرها... واقترح عليكم ان تأخذوا اسئلتكم في ما يتعلق بنشاطاته كوجو المهنية اليه مباشرة والى الشركة المعنية". وحض انان على "الصبر" الى حين انتهاء بول فولكر من التحقق في ادعاءات الفساد ضد الأممالمتحدة وغيرها في ما اصبح يعرف بفضيحة "النفط للغذاء". وسئل الأمين العام اذا كان يفهم "مشكلة الانطباع عن الأممالمتحدة" ناجمة عن تورط ابنه في مثل هذه النشاطات، فقال: "بالتأكيد افهم مشكلة الانطباع عن الاممالمتحدة والانطباع عن تضارب المصالح وسوء العمل". وفيما اعترف بوطأة ادعاءات الفساد على المنظمة الدولية وبصعوبة مواجهة الحملة، دعا الى "التركيز على قضايا الاصلاح والتنمية". لكن فضائح تسلم ابن الأمين العام مبالغ يقال انه تسلمها لمجرد صلاته العائلية مع كوفي انان أدت الى ازدياد الضغوط والنيات المبيتة ضد الأمين العام. وقد بدأت دعوات الى استقالته تأخذ طريقها الى الاعلام الاميركي وبعض المراكز الفكرية اليمينية. وسئل السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة جون دانفورث هل فقدت حكومته الثقة بكوفي أنان وهل تدعم الدعوات الى استقالته، فقال: "لا أظن أن الحكومة الاميركية تتسرّع الى اطلاق الحكم قبل وضوح كل الحقائق". ولوحظ ان دانفورث تجنب التعبير عن الثقة بأنان أو عن انتقاد الدعوات الى استقالته واكتفى بالتشديد على "أهمية تقديم كل الحقائق بصورة شاملة... لإقناع الرأي العام بأنه ليست هناك محاولة اخفاء".