ظهرت خلافات على الملأ بين اعضاء هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق التي أعلنت أمس عزل رئيسها محمد الرشدان بطلب من زوجة صدام حسين وبناته اللواتي اتهمنه بالتفرد في اجراءات تمثيل موكله. وأعلنت الهيئة في بيان ان الرشدان"بدأ خلال الأشهر الأخيرة بالتصرف بشكل فردي وبصفته الشخصية ومن دون التنسيق او حتى التشاور لا مع الهيئة ولا مع عائلة الرئيس صدام حسين. واضافت ان"محاولاتنا المتواصلة ومحادثاتنا الموسعة معه من أجل تنسيق الجهود باءت بالفشل وأصر السيد الرشدان على موقفه بالعمل منفرداً". وأرفق البيان بصورة من رسالة تحمل توقيع زوجة صدام حسين ساجدة وبناته رنا ورغد وحلا موجهة الى الرشدان، تبلغه عزله من هيئة الدفاع عن الرئيس صدام حسين وتحميله مسؤولية أي اجراء أو عمل قد يؤثر على الرئيس صدام حسين. وأضافت الرسالة:"اننا لا نستطيع الاستمرار في العمل معك وابلغناك بتسليم كل المستندات والوثائق وكل ما يخص هيئة الدفاع الى الهيئة واعتبار نفسك مجمداً عن العمل". وأوضحت الهيئة في البيان الذي حمل توقيع الناطق باسمها زياد الخصاونة، ان هذا القرار اتخذته رغد الابنة الكبرى لصدام حسين المقيمة في الأردن"بصفتها الشخصية ونيابة عن والدتها وشقيقتيها رنا وحلا". وبحسب البيان، فإن الرشدان زار الولاياتالمتحدة الشهر الماضي و"لم يشاورنا أو حتى يبلغنا بها ولا بنتائجها". كما انه"خاطب المحكمة العراقية من خلال نقابة المحامين العراقيين ومن جانب واحد ومن دون معرفة هيئة الدفاع، طالباً أن يكون محامي الدفاع الوحيد للرئيس صدام حسين". إلا أن الرشدان، الذي ترأس هيئة الدفاع منذ تأسيسها مطلع عام 2003، اعتبر الرسالة التي بعثت بها زوجة صدام وبناته الثلاث لعزله عن تمثيل صدام حسين"تحصيل حاصل"، مضيفاً ان الوكالة التي تحملها الهيئة"غير نافذة"لأنها لا تحمل توقيع الرئيس العراقي السابق. وقال الرشدان:"لقد تم ابلاغ عائلة الرئيس صدام حسين منذ فترة طويلة أن الوكالة غير نافذة ولم تعتمدها أي جهة رسمية في الولاياتالمتحدة أو العراق لأنها ليست موقعة من الوكيل الاصيل وقد ردت كل الدعاوى التي اقيمت بموجبها". وأضاف ان هذه المشكلة في الوكالة عن صدام حسين"كانت من بين اسباب زيارتي للولايات المتحدة للقاء محامين هناك"، مؤكداً أن هذه الزيارة"تمت بعلم الهيئة وموافقتها". وتابع:"القضية قضية وطن، لا أريد ان أدخل في تفاصيل صغيرة"، معتبراً أن هيئة الدفاع تشكلت في كانون الاول ديسمبر 2003 بمبادرة شخصية منه"ولم أكن يومها موكلاً لا من ساجدة ولا من غيرها". وبحسب الرشدان، فإن الرئيس العراقي السابق وقع على توكيل لمجموعة من المحامين العراقيين برئاسة خليل الدليمي عن طريق المحكمة العراقية الخاصة التي ستحاكمه ونقابة المحامين وبالتعاون معه، قائلاً انه سيتسلم نص الوكالة في غضون يومين. وأضاف:"علينا ان نذهب الى العراق ونقابل السيد الرئيس في البدء وبعد ذلك نتخذ القرار"حول من يمثل صدام حسين، مشيراً الى ان ثمة احتمالاً بأن توافق المحكمة الخاصة على زيارة يقوم بها وكلاء الدفاع، بموجب كتاب ارسل بهذا الصدد الى المحكمة. ويذهب الرشدان أبعد من ذلك متهماً الناطق باسم الهيئة زياد الخصاونة والمحامي الأردني حاتم شاهين ب"التصرف"بأموال تلقتها الهيئة بشكل تبرعات بقيمة 270 ألف دولار، متحدثاً عن"خلافات مالية"في الهيئة. إلا أن الخصاونة نفى تماماً أن يكون تسلم تبرعات باسم هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق. وقال:"لم نتلق في الهيئة هبات أو تبرعات من أي شخص طبيعي أو اعتباري"، مضيفاً ان ثمة"أموالاً"دفعتها الابنة الكبرى للرئيس العراقي السابق رغد التي تقيم في عمان"لتغطية مصاريف مكتب الهيئة"من دون ان يحدد المبلغ. وأكد أن المحامي العراقي خليل الدليمي بات يملك توكيلاً موقعاً من صدام حسين، إلا أنه يضيف ان الدليمي"هاتفني وأكد لي ان الوكالة في تصرف الهيئة وأفرادها"، مشدداً على ان"لا تعاون بين الدليمي والرشدان". يذكر ان هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق تضم اساساً 23 عضواً، بينهم وزير الخارجية الفرنسي الاسبق رولان دوما وابنة الزعيم الليبي عائشة معمر القذافي ومحام اميركي. ومثل صدام حسين في الاول من تموز يوليو الماضي امام قاضي تحقيق وجه اليه تهماً بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وكان مسؤول اميركي في بغداد أعلن في ايلول سبتمبر الماضي ان محاكمة الرئيس العراقي السابق لن تحصل على الأرجح خلال العام 2004. وكشف الرشدان ان"خلافات حادة نشبت بينه ورغد صدام حسين التي تريد حصر مهمة هيئة الدفاع في الترافع عن والدها فقط، وترفض ان تنهض اللجنة بمسؤولية الدفاع عن عميها برزان ووطبان التكريتي ونائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز".