رفض زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي استجوابه من لجنة تحقيق حكومية في شأن المحاولة الانقلابية الأخيرة، مؤكداً انه لن يتحدث إلا أمام محكمة علنية باعتبار ان ما يدبر له "مكيدة سياسية". وأعلنت السلطات السودانية امس انها ستحيل ملف المحاولة الانقلابية على القضاء خلال اسبوع لمحاكمة الترابي المعتقل منذ اذار مارس الماضي و69 من قيادات حزبه ابرزهم نائبه الدكتور علي الحاج المقيم في الخارج بتهم تصل عقوبتها الى الاعدام والسجن المؤبد. وقال وزير العدل علي محمد عثمان ياسين ان لجنة التحقيق التي شكلها في شأن المحاولة الانقلابية التي اعلنت السلطات احباطها في نهاية ايلول سبتمبر الماضي واتهمت حزب الترابي بتدبيرها اوشكت على الانتهاء من أعمالها، وحصلت على أدلة كافية لمحاكمة 70 متهماً بينهم 38 سياسياً و17 عسكرياً، موضحاً ان اللجنة لا تزال تحدد الدور السياسي للمؤتمر، ولم يستبعد اصدار مذكرة جلب في حق زعيم المحاولة الفار وزير الزراعة السابق الحاج آدم يوسف. واطلع وزير العدل النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه على خطوات المحاكمة في المحاولة الانقلابية التي اعلنتها السلطات في آذار الماضي، وبدأت في محاكمة 26 متهماً من بينهم كوادر من حزب المؤتمر الشعبي والمحاولة الانقلابية الاخيرة. وأبلغت اسرة الترابي "الحياة" امس، عقب السماح لها بزيارته في معتقل سجن كوبر شمال الخرطوم انه نقل ليل أول من امس الى مقر وزارة العدل لاستجوابه أمام لجنة تحقيق قانونية يرأسها المدعي العام صلاح أبو زيد وتضم وكيل نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة محمد فريد واربعة مستشارين، لكنه رفض استجوابه واكد لهم انه لن يتحدث إلا أمام محكمة علنية واعتبر ما يدبر له "مكيدة سياسية" من الحكومة وليس مسألة قانونية. وقالت زوجة الترابي وصال المهدي ل"الحياة" انها زارته مع اشقائه دفع الله وعبدالحليم وعبدالسلام ونجله عصام وبناتهم واطفالهم ووجدوه في صحة جيدة وروح معنوية عالية ولا يعاني الا من العزلة، اذ يوجد في سجن انفرادي ولا يسمح له بالاطلاع على الصحف أو مشاهدة التلفزيون أو أداء الصلاة في جماعة. وكانت السلطات اطلقت قبل يومين نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي موسى اكمل كور الذي اصيب بشلل عرضي في المخ والمسؤول السياسي الدكتور بشير آدم رحمة الذي أوصى الأطباء بعلاجه خارج البلاد ومسؤول شؤون الجنوب استويل دنيق.