طرح حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي ثلاثة شروط للحوار مع الحكومة، بعدما اجرت السلطات اتصالات مع بعض قادته المعتقلين منذ ايلول سبتمبر الماضي بتهمة تدبير محاولة لإطاحة نظام الحكم. وتقاطر العشرات من أنصار الترابي الى دارته في ضاحية المنشية، شرق الخرطوم، لمناسبة عيد الفطر، واستقبلهم نجلاه عصام ومحمد عمر ومساعدو زعيم الحزب ياسين عمر الإمام وابراهيم السنوسي وبشير آدم رحمة وبدر الدين طه. كما لوحظ حضور عدد من الديبلوماسيين الاجانب. ونظم الحزب مهرجاناً خطابياً في الدار تحدث فيه عدد من قادته الذين نددوا باستمرار اعتقال الترابي، في سجن انفرادي، وعشرات من اعضاء الحزب، وطالبوا الحكومة باطلاق المعتقلين ورفع حال الطوارئ. وكشف السنوسي، بعد يوم من الافراج عنه، ان السلطات طلبت من المعتقلين اجراء حوار، لكنهم طرحوا ثلاثة شروط، هي الافراج عن الترابي ومعتقلي الحزب، وتسليم الحزب مقراته المصادرة والسماح لصحيفته بالصدور، وان يكون حواراً علناً وليس سرا وان يكون بين مؤسسات الحزب ونظيره الحاكم. وحمل السنوسي بشدة على الحكومة، وطالب قادة الحكم بالاستقالة ووصفهم بعدم "الصدقية والكذب" مؤكداً ان حزبه "متماسك ولم تؤثر عليه محاولات السلطة لشقه وترهيب وترغيب رموزه". وقلل من اهمية انشقاق بعض اعضائه وانضمامهم الى الحزب الحاكم، وقال ان السلطة اضاعت "عائدات النفط في شراء الذمم وإفساد الحياة السياسية". وتحدى السنوسي السلطات بتقديم الترابي ومعتقلي الحزب الى "محاكمة عادلة وعلنية". وطالب بإلغاء قانون الطوارئ وإتاحة الحريات السياسية. وقال "ان الحكومة في أضعف حالاتها واستجابت للضغوط الاجنبية وقدمت تنازلات بلا مقابل"، مؤكداً تمسك حزبه بالعمل السلمي ورفضه العنف واللجوء الى الانقلابات العسكرية. ووجه المؤتمر الشعبي في بيان امس انتقادات مبطنة الى بعض الذين انشقوا عنه اخيراً، وقال: "المواقف الهزيلة التي سجلها بعض الأفراد لم تنقص من كسب الحزب وقواعده ووصف من تخلوا عنه بالمرجفين والمخذلين". وانتقد ظروف اعتقال العشرات من كوادره الموزعين على سجون البلاد وفي ظروف اعتقال سيئة. واتهم السلطات بالسعي الى استمالة واستقطاب بعض المعتقلين وراهن على فشل ذلك. الى ذلك، قال نجل الترابي عصام ل"الحياة" امس ان السلطات لم ترد على طلب السماح لأسرته بزيارة والده في سجن كوبر شمال الخرطوم، لكنها سمحت لهم بزيارة شقيقه صديق المعتقل في السجن ذاته. واضاف ان افراد العائلة "وجدوا صديق هزيلاً، لكنه في روح معنوية عالية على رغم وضعه في حبس انفرادي بعد نقله من سجن مدينة بورتسودان" على ساحل البحر الأحمر.