على نحو مفاجىء، أعفى الملك عبد الله الثاني أمس أخاه غير الشقيق الأمير حمزة بن الحسين من ولاية العهد التي تولاها عقب وفاة والده الملك حسين بن طلال في 7 شباط فبراير 1999، وبناءً على رغبته، ولم يُكلّف الملك أيّا من أفراد العائلة الهاشمية بالمنصب. وبعدما أثنى الملك عبد الله على الأمير حمزة في رسالة وجهها اليه أمس وبثّها التلفزيون الرسمي، أكد له أن "الوطن في حاجة إلى جهد كل واحد منا والى العمل بأقصى طاقاته وإمكاناته، خصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ومن ضمنها الأردن، فقد قررت إعفاءك من منصب ولي العهد لتكون أكثر حرية وقدرة على الحركة والعمل والقيام بأي مهمات أو مسؤوليات أكلفك بها، إلى جانب أخوتنا من أبناء الحسين وأفراد الأسرة الهاشمية، وأنا واثق بأنك ستكون خير عون لي ولأخوتك في خدمة وطننا وأبناء أسرتنا الأردنية الواحدة الكبيرة". وأكد أن "منصب ولي العهد سيبقى موضع اهتمامي وعنايتي على هديٍ من الدستور ولما فيه خير الأردن العزيز ورسالته الهاشمية النبيلة". وشرحت مصادر مطلعة ل "الحياة" أن الدستور الأردني "يمنح الملك الحق بتعيين ابنه الوحيد الأمير الحسين الذي لم يتجاوز عمره 8 سنوات ولياً للعهد، لأن الدستور لا ينص على بلوغ من يتولى هذا المنصب سنّ الرشد المحدد ب 18 سنة قمرية" كما يمنحه أيضاً حق تعيين الأمير فيصل أكبر أشقائه في هذا المنصب" لاسيما انه تولى كثيراً منصب نائب الملك في غياب العاهل الأردني خارج المملكة. ومعلوم أن الملك عبد الله الثاني نفسه تولى ولاية العهد وعمره أقل من ثلاث سنوات عام 1965. منصب شرفي إلى ذلك، خاطب الملك في رسالته الأمير حمزة قائلاً: "لقد تأكدت أن وجودك في هذا المنصب الشرفي يقيد حريتك ويحد من إمكانية تكليفك ببعض المهمات ويحول بسبب طبيعته الرمزية بينك وبين تحمل بعض المسؤوليات التي أنت أهل لحملها والنهوض بها على أكمل وجه"، وأضاف: "لقد اخترتك بنفسي قبل خمس سنوات من بين جميع إخوتي ومنهم من هو أكبر منك سناً لتكون ولياً لعهدي وسنداً لي عندما تقتضي الضرورة"، مشيراً على أن ولاية العهد "منصب شرفي لا يعطي لمن يحل فيه أي صلاحيات ولا يحمله أي مسؤوليات، وقد أكد لنا والدنا المغفور له الحسين قبل وفاته ضرورة التزام المفهوم الشرفي لمنصب ولي العهد والتزمنا ذلك طوال السنوات الخمس الماضية". يشار إلى أن الأمير حمزة هو الابن البكر للملك الراحل الحسين بن طلال من زوجته الرابعة الملكة نور، وهو من مواليد 29 آذار مارس 1980، وأكمل دراسته الابتدائية في عمان، قبل أن ينتقل إلى كلية هاروفي في بريطانيا التي منحته "جائزة التاريخ" لتفوقه الدراسي. وبعد تعيينه ولياً للعهد عام 1999 تابع دراسته العسكرية في كلية ساند هيرست الملكية البريطانية وتخرج منها في كانون الأول ديسمبر من العام نفسه، ويحمل حالياً رتبة نقيب في سلاح الدروع الملكي في الجيش الأردني، وتزوج في أيار مايو الماضي من الأميرة نور ابنة الأمير عاصم بن نايف.