دعا أحد علماء الشيعة في بغداد الى مسيرة حاشدة بعد غد الاثنين في العاصمة العراقية تتزامن مع مؤتمر مقرر عقده الاثنين في العاصمة، برعاية اميركية، للبحث في تشكيل الحكومة المقبلة. وقال الشيخ عبدالهادي المحمداوي، احد أئمة الجمعة في العاصمة العراقية ل"االحياة" ان المسيرة هدفها التأكيد ان الحوزة العلمية الشيعية طرف قيادي له الحق في المشاركة في بلورة مستقبل العراق، وطالب بأن تكون هذه الحوزة الممثل للشيعة، مشيراً الى ان العلاقات بين الشيعة والاميركيين جيدة، والى ان اعتقال الشيخ محمد الفراصوسي مدير مكتب آية الله العظمى الراحل محمد الصدر في منطقة الرصافة في بغداد، الاسبوع الماضي، كان خطأ ولم يأت بناء على اي مخالفة او استفزاز لقوات الاحتلال. وكان المحمداوي الذي يعتبر احد قادة تيار الصدر في العراق، عرض في خطبة الجمعة في مسجد الرحمن امس ثمانية اقتراحات او مطالب، اولها :"حق الشعب العراقي التام في تقرير مصيره ومستقبله"، و"استقلال العراق استقلالاً تاماً من كل احتلال"، و"بقاء العراق موحداً غير مجزأ"، و "عدم التفريط بموارد العراق تحت اي ظرف كان"، و"احترام الطوائف والقوميات والاعراق في عراق المستقبل"، و"إقامة علاقات حسن جوار مع كل الاقطار العربية والاسلامية". كما شدد على "عدم الايمان بالعنف والارهاب والايمان بالحوار". وتبرأ من دعاة العنف، مؤكداً انه "إذا جرى بعض ظواهر العنف والارهاب، فإنها لا تعبر عن الاسلام الحقيقي الذي يدعو الى الحوار". وكان المحمداوي القى خطبة الجمعة في مسجد الرحمن الذي يعتبر اكبر مسجد في بغداد حالياً، والذي انجز نحو 50 في المئة من بنائه. وتوجه الآلاف من المصلين الشيعة والسنة الى المسجد آتين من أحياء الشعلة والبياع والعدل والصدر والجامعة والمنصور والرحمانية وحي الجوادين. ورفعوا شعارات "لا سنية ولا شيعية وحدة وحدة اسلامية" و"اخوة سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه" و"كلا كلا صدام" و"كلا كلا اميركا" و"كلا كلا استعمار" و"كلا كلا اسرائيل" و"نعم نعم للاسلام" و"نعم نعم للحوزة" و"نعم نعم للوحدة". وكانت امس الصلاة الاولى التي تقام في هذا المسجد الذي كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين ينوي افتتاحه بعد حوالي خمس سنوات. وقام انصار تيار الصدر بتهيئة المسجد خلال الاسبوعين الماضيين، ويمكنه استيعاب نحو مليون من المصلين. وكان الشيخ المحمداوي أ ف ب أمضى السنتين الاخيرتين في السجن ولم يخرج منه إلا بعد سقوط النظام العراقي. وأعدمت السلطات العراقية اثنين من اشقائه. وقال الإمام في تصريحات للصحافيين عقب الصلاة ان "الظلم وقع على كل الطوائف وان صدام مسخ هوية كل العراقيين". وعن الموقف من الاميركيين قال ان "العلاقة مع الاميركيين طبيعية هم محتلون ونحن نتعامل معهم. لقد جاؤوا لإزالة هذا الظلم من على صدر العراق وعليهم ان يفوا بكل الوعود التي اعلنوها بانهم حين يستتب الامن والاستقرار يعودون الى بلادهم". مسجد أبي حنيفة الى ذلك، ندد إمام مسجد ابي حنيفة في بغداد الشيخ مؤيد ابراهيم الأعظمي في خطبة الجمعة ب"الاحتلال الاميركي" مؤكداً ان العراقيين لن يقبلوا ب"استبدال طاغوت بطاغوت آخر". وقال هذا الشيخ السني من "جمعية علماء المسلمين" في العراق "لا لاميركا لا للاحتلال لن نستبدل طاغوتاً بطاغوت آخر". واضاف "لا نريد سلاماً خانعاً نحن نريد شعباً آمنا مطمئناً لا شعباً يعبث به الإعلام المضلل". وتابع: "نحن نريد شعباً مسلماً متساوياً في الحقوق والواجبات بكرده وعربه واقلياته. نريد شعباً مسلماً لا طائفية فيه تجمعه دائرة الاسلام بسنتة وشيعته، وهذا ما راهن عليه الاعداء لكن الحمد الله خاب فألهم اذ كان تلاحم الشعب العراقي المسلم قوياً متماسكاً".