افادت مصادر قريبة من وزارة الخارجية الاميركية امس ان الادارة اليمينية تشهد تجاذباً بين أقطابها لإختيار الشخص الأنسب لرئاسة قسم الشرق الادني في الوزارة خلفاً لمساعد وزير الخارجية وليام بيرنز في مرحلة ستتمحور فيها سياسة واشنطن الخارجية حول منطقة الشرق الاوسط. وقالت المصادر ل "الحياة" ان توقعات بأن تلجأ وزيرة الخارجية المرشحة كوندوليزا رايس الى تعيين دانييل بليتكا، الباحثة في مؤسسة "اميركان انتربرايز" اليمينية المؤيدة لإسرائيل، أثارت حفيظة المكتب المسؤول عن صوغ سياسة اميركا تجاه الشرق الاوسط والعالم العربي. واوضحت ان عدداً من موظفي القسم هدد بتقديم إستقالة جماعية في حال تم تعيين بليتكا، المحسوبة على تيار المحافظين الجدد في الادارة. وعلمت "الحياة" ان حال القلق التي تشهدها وزارة الخارجية دفعت شخصيات مؤيدة للإدارة اليمينية في الحزب الجمهوري الى طرح بدائل لخلافة بيرنز من ابرزها السفير الاميركي لدى مصر ديفيد ويلش، الذي يتمتع بإحترام كبير داخل الوزارة. وترى المصادر ان ويلش يمثل خياراً مقبولاً لدى الادارة اليمينية، فضلاً عن انه يتمتع بخبرة واسعة في شؤون الشرق الاوسط تفتقر اليها بليتكا في مرحلة في غاية الحساسية. واعتبرت ان انحياز بليتكا الشديد لإسرائيل يجعلها غير مؤهلة للقيام بدور الوسيط في اطار تسوية سلمية في المنطقة. وكانت بليتكا عملت في لجنة الشرق الادنى وجنوب آسيا في مجلس الشيوخ ما بين عامي 1992 و2002 قبل ان تنتقل الى العمل كنائبة لرئيس مؤسسة "اميركان انتربرايز". وقالت مصادر مطلعة ان مساعد وزير الخارجية لشؤون التسلح والامن، جون بولتون، المحسوب على المحافظين الجدد، قد يتسلم منصب نائب وزير الخارجية في اطار ما وصف بأنه "تطهير" للوزارة من الديبلوماسيين المخضرمين المحسوبين على التيار المعتدل الذي يقوده باول. إلا أن مصادر الخارجية نفت أن يكون اتخذ قرار نهائي بهذا الاتجاه. ووصفت التغييرات المرتقبة في الوزارة بأنها تمهد لانقلاب شامل في المواقع العليا، ما ينذر ب"سلسلة تغييرات جذرية" في السياسة الخارجية. ويتوقع في ظل التغييرات الجارية ان يواجه بوش تحديات من داخل حزبه من جانب المحافظين القدامى مثل مستشار الامن القومي الاسبق برنت سكوكروفت ووزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر، وكلاهما يعتبران نهج المحافظين الجدد يمثل خطراً على مصالح اميركا حول العالم.