يواجه الرئيس الأميركي جورج بوش ما قد يتحول إلى أكبر تحديات ولايته الثانية: كيفية احتواء برنامج إيران النووي وما يعتقد البعض في إدارته إنه دعم إيران للعنف في إسرائيل وللمقاتلين في العراق، فيما لا يزال الرئيس يعمل على تشكيل فريق جديد للأمن القومي. وفي سيناريو شبيه سابق اعتمد لضرب العراق، يطلق صقور الإدارة تصريحات عن قدرات إيران النووية كي تبدو كما لو أنها تشكل تهديداً لا بد من مواجهته إما من طريق العقوبات الاقتصادية أو العمل العسكري أو قلب النظام، في وقت تصر بريطانيا وفرنسا وألمانيا على اعتماد الديبلوماسية. وظهر وزير الخارجية الأميركي كولن باول ليقحم نفسه في السجال، مطلقاً تعليقات في شأن معلومات إستخباراتية عن"عمل إيران بنشاط"على برنامج يمكّن الصواريخ التي تصنعها على حمل رؤوس نووية. وقبل مغادرته منصبه، يبدو باول أمام خيار كبير: إما لقاء نظيره الإيراني كمال خرازي، أو تجنبه خلال مشاركتهما الأسبوع المقبل في المؤتمر الدولي في شرم الشيخ في شأن مستقبل العراق. وفي هذا الإطار، قال مسؤول أميركي:"الحقيقة أن الوزير لا يرغب في لقاء خرازي". وأبدى مصدر أوروبي تشاؤمه تجاه تخلي طهران عن طموحاتها النووية، مشيراً إلى أنه لم يكن أمام الترويكا الألمانية الفرنسية البريطانية أي خيار آخر سوى الذي اتخذ لتجنب اللجوء الى الخيار العسكري، لا سيما مع اشتعال الجبهة العراقية. غير أن مصدراً أميركياً قال ان التحرك العسكري ليس مستبعداً، معتبراً أنه يشكل"رصيداً في المصرف"تحتفظ به لوقت الحاجة، وعلى إيران أن تشعر بالقلق. وقال ديفيد كاي كبير مفتشي الأسلحة السابق إن"قدرة الاستخبارات وباول على التحذير من برامج للأسلحة تعرقلها التحذيرات الزائفة بشأن العراق". ويقوض الاتفاق الاوروبي محاولة إحالة الملف الإيراني الى مجلس الأمن. من جهتها، ذكرت صحيفة"واشنطن بوست"أن المعلومات التي أوردها باول"مصدرها واحد لم يتم التحقق منه"، مشيرة إلى أنه في حال تبين أنها صحيحة، تعتبر مهمة، ولكنها قد تثير الإحراج في حال كانت غير صحيحة. واكد المصدر إن المعلومات ختمت بعبارة"غير مخصص للخارج"، ما يعني انه لم يكن يجب توزيعها حتى على حلفاء الولاياتالمتحدة. الا أن الرئيس بوش أثارها أخيراً خلال اجتماعه مع توني بلير. 3 مفتشين إلى إيران وجددت إيران دعوتها إلى تجاهل الاتهامات الموجهة ضدها. واعتبر الناطق باسم خارجيتها حميد رضا آصفي ان كلام باول"لا اساس له من الصحة، وعلى أميركا ان تعيد النظر في مصادر معلوماتها". الى ذلك، تستقبل طهران في الايام المقبلة ثلاثة ممثلين لدول عدم الانحياز في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من ماليزيا وجنوب افريقيا وكوبا ورئيس مجموعة ال 77 في الوكالة المندوب الجزائري. وأكد محمد سعيدي مدير التخطيط والعلاقات الدولية في منظمة الطاقة النووية الايرانية ان المندوبين سيقصدون منشآت اصفهان النووية للعمليات المستخدمة لتبديل الغبار الاصفر الى غاز هغزافلورايد، والتي شملها الاتفاق الاخير مع الاتحاد الاوروبي.