يعود مهرجان دمشق المسرحي في دورته الثانية عشرة هذا العام بعد توقف دام نحو 16 عاماً إثر غزو العراق للكويت وتداعيات حرب الخليج الأولى 1991 التي ألقت بآثارها على المشاركات العربية في المهرجان. التحضيرات الأولية وحجم المشاركات البالغة نحو 27 عرضاً مسرحياً من 17 دولة عربية وأجنبية في الدورة الحالية المقررة ما بين 21 و30 تشرين الثاني نوفمبر الجاري تؤكد إصرار مديرية المسارح والموسيقى وهي الجهة المنظمة، على "الخروج بدورة متميزة بعد الانقطاع الطويل" كما يقول الفنان زهير رمضان مدير المديرية. وأوضح رمضان الذي يتولى ايضاً إدارة المهرجان في تصريحات ل"الحياة" ان وزارة الثقافة ومديرية المسارح عملتا على إحياء المهرجان مجدداً ل"ضرورته الفنية والفكرية والثقافية"، مؤكداً انه سيعود كما كان دورياً كل عامين من اجل "تفعيل الحركة المسرحية المحلية والعربية وإعادة هذه الفاعلية الثقافية الى ألقها في ظل غياب الصوت العربي وتهميش المبدع العربي"، مشيراً الى ان شعار دورة المهرجان "المبدعون يتحاورون" يعكس هذه الرغبة. ومهرجان دمشق المسرحي الذي انطلق عام 1969 كان المنبر المسرحي الوحيد في الوطن العربي في حينه، وعقدت دورته الحادية عشرة عام 1988 وكان من المقرر عقد الدورة ال12 عام 1990 إلا ان الانقطاع استمر حتى العام الحالي، واستضاف المهرجان على مدى عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي فرقاً من معظم الدول العربية وأسهم بإيجاد لقاءات مهمة بين مسرحيي المشرق والمغرب العربيين، كما ترك المسرحيون التوانسة واللبنانيون والسوريون خصوصاً بصمات مهمة فيه. ويرافق المهرجان ندوة تحت عنوان "المسرح وتحديات العصر" تتفرع عنها 3 محاور: علاقة المسرح بوسائل الاتصال الأخرى، الحركة المسرحية العربية وأهدافها المعاصرة، ومواكبة الخطاب المسرحي للراهن السياسي، ويشارك فيها: محمد صبحي وسميحة ايوب وصلاح السعدني مصر ونضال الأشقر وبول شاوول ورفيق علي احمد لبنان وجواد الأسدي العراق وتوفيق جبالي ومحمد ادريس تونس وعمر غباش الإمارات وحمد الرميحي قطر وعثمان جمال الدين السودان وأحمد مسعاية المغرب ودريد لحام ورفيق الصبان وأسعد فضة وممدوح عدوان سورية. ويقوم الفنان ايمن زيدان بإخراج حفلة الافتتاح التي ستقام في دار الأسد للثقافة والفنون. اما فاعليات المهرجان الأخرى من عروض وندوات ونشاطات عامة فستقدم على مسارح الحمراء والقباني و8 آذار في دمشق وخشبة المسرح القومي في حلب. والمسرح السوري حاضر في دورة المهرجان عبر اعمال عدة وهي: "شوباش" من تأليف وإخراج هشام كفارنة و"سيدي الجنرال" إعداد وإخراج ايمن زيدان و"زنوبيا" اعداد رياض عصمت عن نص ل"كارديلو" وإخراج مأمون الخطيب، و"ارابيا" اخراج باسم قهار، و"الديكتاتور" اخراج سمير البدعيش، و"غوايات البهار" إعداد موفق مسعود وإخراج زيناتي قدسية، و"حفلة سمر من اجل ابو خليل القباني" للؤي شانا، وتظاهرات لمسرح العمال والشبيبة والمسرح الجامعي والهواة. وأكد رمضان ان الإقلاع بالمهرجان يعد تحدياً مهماً امام مديرية المسارح والموسيقى، وذلك بعد انطلاقها بتفعيل الحركة المسرحية المحلية بخطوط متوازية شملت معظم المحافظات واستعداداتها ايضاً لإشعال الشمعة الثانية لمهرجان "ربيع مسرح الأطفال الثاني" مطلع عام 2005 الذي يتزامن مع العطلة الانتصافية في المدارس السورية.