سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطبقة السياسية الفرنسية بأكملها عبرت عن الأمل في اعادة اطلاق عملية السلام . شيراك انحنى امام جثمان عرفات في المستشفى ووجّه رسالة صداقة وتعاون الى الشعب الفلسطيني
تحولت ضاحية كلامار الباريسية حيث توفي فجر امس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مستشفى بيرسي العسكري الى ما يشبه عاصمة فلسطين. ومع انتشار نبأ وفاة عرفات توافد الى محيط المستشفى مئات الاشخاص من مختلف الاصول والاعمار، واعتمر العديد منهم الكوفية الفلسطينية، فيما ردد اشخاص من اصول مغاربية شعارات تقول:"عرفات لا تهتم النضال مستمر"و"شارون بوش ارهابيان". وحضر الى مستشفى بيرسي الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي انحنى امام جثمان عرفات، ثم قال في تصريح مقتضب ان فرنسا"ستستمر في العمل الدؤوب من اجل السلام والامن في الشرق الاوسط". واضاف انه قدّم لزوجة عرفات وأسرته وأقاربه تعازيه الحارة ويوجّه للشعب الفلسطيني رسالة صداقة وتضامن. وكان في استقبال شيراك في مستشفى بيرسي المفوضة الفلسطينية ليلى شهيد وزوجة الرئيس الفلسطيني سهى عرفات. ورافق شيراك الى المستشفى مستشاراه موريس غوردو مونتانييه واندريه باران. وفي وقت لاحق نقلت جثة عرفات من المستشفى الذي أُدخل اليه في 29 تشرين الاول اكتوبر الماضي على متن طائرة هليكوبتر فرنسية الى مطار فيلا كوبليه العسكري حيث اقيم احتفال وداع رسمي له في حضور السفراء العرب. وشارك في الاحتفال رئيس الحكومة الفرنسي جان بيار رافاران ووزير الخارجية ميشيل بارنييه الذي غادر بعد ذلك الى القاهرة لحضور تشييع عرفات. ونقل جثمان عرفات الى القاهرة على متن طائرة"ايرباص"تابعة للجيش الفرنسي. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان شيراك لم يتوجه الى القاهرة كونه ألقى تحية الوداع على عرفات في مستشفى بيرسي، وان فرنسا قدّمت الكثير اظهاراً لدعمها وتضامنها مع القضية الفلسطينية. وأجمعت الطبقة السياسية الفرنسية بأكملها على تحية عرفات والتعبير عن امل عام بإعادة اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط. واشار الرئيس السابق فاليري جيسكار ديستان الى ان اللقاء الاول بين عرفات ووزير في حكومة غربية كان في حينه سنة 1974 وزير الخارجية الفرنسي جان سونتيارغ الذي التقى الرئيس الفلسطيني عندما كان لا يزال في بيروت لإبلاغه بالاهمية التي تعلقها فرنسا على تمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على وطن. وعبّر رئيس الحكومة السابق ليونيل جوسبان اشتراكي عن امنيته بأن"يتحقق ما تمناه عرفات ولم يره"، وهو دولة فلسطينية حقيقية"تتعايش سلماً مع اسرائيل". وذكر انه التقى عرفات للمرة الاولى في لبنان، ثم قابله سنة 1989 عندما دعاه الرئيس الفرنسي الراحل لزيارة فرنسا. وعلّق الحزب الشيوعي الفرنسي على مقره في باريس صورة للرئيس عرفات فيما دانت الامينة العامة للحزب ماري جوزيه بوفيه"موقف السلطات الاسرائيلية التي رفضت قبوله شريكاً في الحوار"ونددت ب"المعاملة التي لا تسمية لها"التي فرضت عليه"من قبل جيش الاحتلال".