ست دقائق حوّلت البرلمان البحريني أمس إلى"فلوجة أخرى"، بعدما شهد مشادات وملاسنات حادة بعدما رفضت الكتلة الإسلامية الشيعية إصدار بيان يدين اقتحام القوات الأميركية والعراقيةالمدينة، وتباينت مواقف النواب مما يجري فيها. وخرجت الأعصاب عن السيطرة في دقائق قليلة، وصف فيها عضو الكتلة الشيعية الشيخ عبدالله العالي العناصر المقاتلة في الفلوجة بأنها إرهابية، وردّ عليه عضو كتلة المنبر الإسلامي الشيخ محمد خالد:"أنتم قتلة". وكان رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني رفع الجلسة، معلناً نهايتها، بعدما تلا بياناً وقعّ عليه نائب شيعي مستقل هو سمير الشويخ، يشير إلى ان"ما تتعرض له مدينة الفلوجة من مذابح على يد القوات الأميركية الإرهابية، مخالف للأعراف والمواثيق الدولية..."، وتم التصويت عليه بالغالبية. لكن رئيس الكتلة الشيعية عبدالله السماهيجي، قال:"نحن جميعاً ضد الاحتلال ..."، ولفت إلى ان هناك قراراً حكومياً أصدره رئيس الوزراء إياد علاوي وأذيع في التلفزيون، عن شن هجوم على الفلوجة، وتأسيساً على ذلك اعتبر إصدار البيان"تدخلاً في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، فعلى أي أساس ندين؟ ومن نحن حتى ندين؟". فحمل عليه رئيس كتلة المستقلين عبدالعزيز الموسى، معتبراً ان"من حق الشعب العراقي أن يقاوم ويقاتل وفقاً للأعراف والقوانين الدولية"، وأعلن رفضه بحدة لكلام السماهيجي، في حين أيّد النائب السلفي الشيخ جاسم السعيدي، ما قاله الموسى. وحاول عدد من النواب التدخل لتهدئة الوضع، بعدما قال الناطق باسم الكتلة الإسلامية الشيعية الشيخ عبدالله العالي:"هناك عناصر إرهابية وقتلة يجب أن يخرجوا من العراق، ومن الفلوجة"، وأكد حق المقاومة المشروع في الدفاع عن الأرض"من دون ان يكون ذلك بين المناطق الآهلة بالسكان". وأضاف:"لم نكن موافقين حتى على رؤى مقتدى الصدر في قتاله الأميركيين، امتثالاً لأمر المرجعية". وجاء الرد عليه سريعاً من عضو كتلة المنبر الإسلامي الشيخ محمد خالد الذي قال:"الفلوجة أبطال غصباً عنك". وتدخل عضو المستقلين يوسف الهرمي، موجهاً الكلام الى النواب الشيعة فقال:"عندما صدر بيان حول الهجوم على مدينة النجف وقفنا ووقعنا معكم ..."، واكتفى النائب السلفي غانم البوعينين بعبارة:"كل إناء بالذي فيه ينضح".