منذ ظهورها للمرة الاولى في برنامج "استديو الفن" في التلفزيون اللبناني العام 1993 استطاعت الفنانة اللبنانية الشابة ديانا حداد ان تحقق نجاحاً كبيراً في زمن قياسي، حتى أنها فوجئت في حفلتها الاولى في القاهرة بالجمهور المصري يحفظ اغانيها ويطالبها بأدائها بالاسم. وحداد اللبنانية التي نشأت في الكويت واشتهرت كمطربة لبنانية برغم اقامتها حالياً في دبي صدر لها حتى الان ثلاث اسطوانات هي "ساكن" و"يا أهل العشق" و"أمّانيه" وتحضّر حالياً اسطوانة جديدة تتضمن مفاجأة جديدة وهي تقديمها أغنيتين باللهجة المصرية للمرة الاولى. "الحياة" التقتها في القاهرة وحاورتها عن أعمالها الجديدة التي ستصدر قريباً في اسطوانة جديدة تحت اسم "يا مايه" وأعلنت عن عمل سينمائي جديد تحضّر له سيكون بمثابة مفاجأة لجمهورها. تغنين للمرة الاولى باللهجة الصعيدية هل وقع اختيارك عليها لقربها من اللهجة البدوية المفضلة لديك؟ - معك حق فهي نوع ما قريباً من اللهجة البدوية، كما أشعر بأنها قريبة من لهجة "الضيعة" التي نشأت فيها في جنوبلبنان، وللأسف برغم جمال اللهجة الصعيدية إلا أنه نادراً ما يغني بها أحد المطربين، لذا فقد حرصت على أن أقدم أغنية "يا مايه" في شكل جديد فقمت بتسجيلها مع كورال مكون من 150 منشد وهو أمر لم يحدث في الغناء العربي منذ الاربعينات. التنوع في اسطوانتك ما بين اللهجة المصرية واللبنانية والبدوية هل هو مرتبط أكثر بالعنصر التجاري أم بالعنصر الفني؟ - بالطبع يرتبط بالعنصر الفني، فأنا أؤيد الفنان الذي ينوع في أعماله، وأحب دائماً ان أنوع في كل اسطوانة من خلال أغنية أو اثنتين، بشرط ان يحمل هذا التنوع ميزة وخصوصية تميزني عن بقية الفنانين، وأنا أحب التنوع سواء كان في اغنياتي أو في طلتي على المسرح أو حتى في الفيديو كليب. هل جيد أن يغني المطرب بغير لهجته؟ - لا أعتقد بأن ذلك شيء سلبي بل هو أمر ايجابي بل وضروري واعتقد بأنه اذا ظللت اغني باللهجة اللبنانية فقط فلن أبارح لبنان وربما لن اصل الى جمهوري في أنحاء العالم العربي، والغناء بغير لهجة المطرب ليس فيه ما يخجل. فعبدالحليم حافظ مثلاً غنى باللهجة الخليجية واللبنانية وفيروز ووديع الصافي غنيا باللهجة المصرية والأمر نفسه يفعله المطربون الشباب في مصر والعالم العربي. في الحفلتين اللتين اطللت فيهما على جمهورك في مصر العام الماضي وأخيراً قدمت اغنيتين من غير اغانيك هي "على حسب وداد" و"حاول تفتكرني" للمطرب الراحل عبد الحليم حافظ لماذا عبدالحليم بالذات وما رأيك في الهجوم الذي شُن بسبب ذلك بدعوى أنك لم تحصلي على إذن مسبق من المؤلف والملحن؟ - غنيت لعبدالحليم حافظ بالذات لأنه الفنان الأقرب الى قلبي ولأنه صاحب الاحساس المرهف والصوت الرائع والأداء المميز مع احترامي لكل المطربين وأعرف بأن الشعب المصري يحبه جداً مثلي. ولأن حفلتي الماضية في مصر كانت لمناسبة عيد الربيع وهو العيد الذي اعتاد ان يقدم فيه عبدالحليم جديده كل عام للجمهور قررت أن أغني له وقدمت "حاول تفتكرني" بأسلوبي وطريقتي الخاصة تحية مني له، أما عن غضب البعض من ادائي للاغنيتين بدعوى عدم حصولي على إذن مسبق فهذا أمر لا أفهمه، المعروف ان اغاني كبار المطربين تصبح بمرور الزمن جزء من تراثنا الموسيقي ويحق لمن يريد ان يشدو بشيء منها أن يفعل وألا يمنعه أحد وهذا الأمر مفهوم جيداً في الغرب، أما عندنا للأسف لم يستوعبه البعض بعد، هذا من جهة ومن جهة أخرى أنا لم أسجل هاتين الاغنيتين حتى تثور الشركة المنتجة وأنا في حياتي لم أسجل أغنيات على كاسيت لغيري من المطربين. ولكنك فعلت ذلك مع أغنية "لاقيتك والدني ليل" للمطرب عصام رجي وسجلتها في احدى اسطواناتك؟ - ولكن هذه الاغنية قصة أخرى، فأنا أعشقها منذ كنت طفلة وغالباً كنت اغنيها في جلساتي مع أهلي ولم أكن أعرف في حينها اسم صاحبها المطرب الكبير عصام راجي وظلت الاغنية في بالي حتى بعد احترافي للغناء. وقررت أن اغنيها لكن قبل ذلك اتصلت بملحنها الاستاذ إحسان المنذر الذي رحب بالأمر وبالفعل وقّع لي هو ومؤلف الاغنية على موافقتهما على أدائي للاغنية وتسجيلها وطرحها في الاسواق، وحاولت حينها ان اتصل بالمطرب عصام راجي لكي أخبره بالأمر لكنه للأسف لم يكن موجوداً في بيروت، عندما عاد الى بيروت بعد فترة فوجىء بالاغنية تذاع بصوتي في الاذاعات وشاهدها مصورة فيديو كليب، على شاشات التلفزيون، واتصلت به وجلسنا معاً وشرحت له الامر وكان متفهماً وهو فنان ممتاز بأخلاقه وأعماله الناجحة. وماذا عن السينما، ألا تفكرين في خوض التجربة؟ - سأخبرك بمفاجأة أعنلها للمرة الاولى وهي أني وزوجي المخرج سهيل العبدول نحضّر لتقديم فيلم سينمائي استعراضي من بطولتي. والفيلم يتحدث عن الفن من نقطة الصفر وحتى نقطة النهاية وسوف نبدأ في تصويره أوائل العام المقبل إن شاء الله.