ضاقت الخيارات بالنسبة الى تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة، باعلان رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط إثر اجتماع لنوابه ال18 انه لن يشارك فيها، ما أدى الى تأجيل استقالة رئيس الحكومة رفيق الحريري الذي تفضل دمشق ان يرأس الحكومة البديلة، والذي كان يجهد للحصول على تغطية جنبلاط في التشكيلة الوزارية المقبلة. وكان سبق موقف جنبلاط اعلان مصادر رسمية ان رئيس الجمهورية اميل لحود يصر على اختيار اسماء الوزراء لعدد من الحقائب الرئيسية وعلى ترؤس جلسات مجلس الوزراء لأن متابعة شؤون البلاد تحتاج الى صدقية غير متوافرة لدى "الآخرين"، وتسريب مصادر مقربة من لحود ان تشكيلة الحكومة البديلة جاهزة وهي برئاسة شخصية غير الحريري يرجح ان تكون الرئيس السابق عمر كرامي، وهو ما يخالف ما تسرب عن ان دمشق دعمت حرية الحركة بالنسبة الى رئيس الحكومة لتشكيل الحكومة الجديدة. واستدعت هذه التطورات وغيرها تشاوراً بين الحريري والقيادة السورية وغاب عن السمع بعد ظهر أمس، إثر اجتماعه مع وفد من "لقاء قرنة شهوان" الذي يضم المعارضة المسيحية اشترط عليه برنامجاً واضحاً للاشتراك في حكومة وحدة وطنية. وقالت مصادر مطلعة ان الحريري انتقل الى دمشق بعيداً من الأضواء لينقل اليها اجواء اجتماعه مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الأسبوع الماضي حول القرار الدولي الرقم 1559 الذي يجتمع مجلس الأمن هذا الأسبوع من اجل بحث تنفيذه، وللبحث في الصعوبات امام تشكيل حكومة جديدة. وفيما تكتمت مصادر الحريري حول اجتماعاته، ذكرت المصادر المطلعة انه قد يكون اجتمع مع رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العميد الركن رستم غزالة. وذكرت مصادر سياسية متعددة بعضها قريب من الحريري، ومن دمشق ان ضيق الخيارات أدى الى تأجيل استقالة الحريري، التي كانت تأجلت أصلاً من الأمس الى اليوم. وأكدت المصادر نفسها ان المستجدات في مواقف لحود وجنبلاط و"قرنة شهوان" من الحكومة المقبلة فرضت مرحلة من المشاورات، لكن الحريري ليس في اجواء الاعتذار عن تأليف الحكومة الجديدة بعد، ما دام هناك أمل في مساعي تسهيل رئاسته لها بعد، وهذا ما دفعه الى عدم استعجال الاستقالة، لأنه ما زال يسعى الى تشكيل حكومة لا تشكل استفزازاً. وذكرت المصادر ان الحريري يسعى اذا نجح في تذليل العقبات الى تلازم استقالته مع توافق على الحكومة البديلة. وعلمت "الحياة" ان الحريري اجتمع فور عودته مساء امس الى بيروت مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتداول في آخر المواقف حول الحكومة المقبلة. وفيما كررت امس مصادر مقربة من دمشق انها لن تتدخل في تشكيل الحكومة وانها ستساعد من بعيد، لفت قول جنبلاط انه استوقفته "صورة لأحد الرجال الأمنيين العميد رستم غزالة يدخل الى مستشفى الجامعة الأميركية مصحوباً بالنائب العام التمييزي عدنان عضوم لعيادة النائب مروان حمادة الذي نجا بأعجوبة من محاولة اغتياله الجمعة الماضي وأتمنى ألا نراها مجدداً من أجل سمعة الأمن العسكري السوري وألا نعطي ذرائع لمجلس الأمن الدولي في قراره المقبل" لجهة التدخل السوري في الوضع اللبناني الداخلي. وأضاف: "نحن مع تلازم المسارين لكن لسنا مع تلازم الاستخبارات مع القضاء".