تجتذب الأسواق الشعبية في مدينة جدة أعداداً كبيرة من المتسوقين ما بين مقيم ومواطن وزائر ومعتمر وحاج. ويرجع ذلك الى أسباب عدة أبرزها على الإطلاق قدم مبانيها التي تحمل علامة فارقة نُقشت على جدرانها خطوط الماضي الفريد، إضافة إلى تنوع بضائعها وانخفاض أسعارها ما يشجع على إقبال مختلف الطبقات المعيشية على الشراء منها خصوصاً ذوي الدخل المتوسط. وتمثل هذه الأسواق أكثر من 30 في المئة من عدد الأسواق والمراكز التجارية في جدة التي يصل عددها الى حوالى 480 مركزاً تغلب عليها تجارة الألبسة الجاهزة التي أكثر من نصف أعمال السوق، تليها في المرتبة الثانية محلات الأحذية، ومن ثم المنتجات الجلدية ولعب الأطفال والمنتجات البلاستيكية والأدوات المنزلية. ومع أن عدداً من التجار يهتمون بمحلاتهم داخل المراكز الفخمة، فإن بعضهم يفضل فتح فروع في الأسواق ذات الطابع الشعبي نظراً الى تدني الإيجارات التي تتراوح بين 7 آلاف و48 ألف ريال مقارنة بإيجار المحلات داخل المراكز التجارية التي تتراوح بين 60 و100 ألف ريال. ولعل أبرز ما يميز الأسواق الشعبية تلك البسطات الصغيرة المرتفعة عن الأرض قليلاً والمصنوعة من الخشب المزخرف، وتعرض عليها البضائع الخفيفة مثل العطور الشرقية العود، المخلوط، المعمول، البخور، إضافة إلى الملابس الداخلية الرجالية، والعباءات النسائية، واللبان العربي. ويتراوح سعر هذه البسطة بين 7 آلاف و24 ألف ريال في الأسواق ذات الشهرة الواسعة. ويذكر أن الأسواق الشعبية صنفان: الأول يدخل ضمن مسمى الأسواق التراثية ومن أهمها باب مكة، والبلد، والخاسكية، وباب شريف. أما الثاني فيضم الأسواق التي نشأت في الفترة الأخيرة وهي الأكثر شهرة وشعبية ومنها: البوادي، والمرجان، ومحمود سعيد المخصص لبيع المفروشات المنزلية.