قرر مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين دعوة المجموعة العربية في نيويورك الى عرض موضوع العدوان الإسرائيلي في شمال غزة على الجمعية العامة للأمم المتحدة وعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن. كما طالب الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بتقديم تقرير عن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد حق الشعب الفلسطيني والمطالبة بحمايته أسوة بتقاريره عن مناطق أخرى في دول العالم. وطالب المجلس في اجتماعه الطارئ الذي عُقد امس بناء على طلب دولة فلسطين، اللجنة الرباعية بالتحرك الفوري والفاعل لوقف هذا العدوان. وناشد دول العالم والمنظمات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر تقديم المعونات الفورية للشعب الفلسطيني لتمكينه من مواجهة الدمار والتشرد والقتل. ودعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب الاجتماع جمعيات الهلال الأحمر العربية والإسلامية والدولية الى إرسال معونات، مشيرا إلى أن تلقى اتصالاً من الرئيس ياسر عرفات خلال الاجتماع شرح خلاله له وللمجلس الوضع الخطير في الأراضي المحتلة. وشدد موسى على غياب التوجهات السلمية لدى حكومة ارييل شارون التي تتحدث عن توسيع العمليات العسكرية، مضيفاً ان اسرائيل تقدم استعراضاً للقوة ولسياسات الظلم والقهر والعدوان وإسالة الدماء. وكان مندوب فلسطين لدى الجامعة السفير محمد صبيح تقدم إلى الاجتماع الطارئ بمذكرة عن "تصاعد العدوان العنصري والإرهابي في اليومين الأخيرين على قطاع غزة" في إطار الهجمة الإسرائيلية المبرمجة التي اطلقت عليها "أيام الرد والندم". وأوضحت المذكرة أن هذا العدوان الذي أوقع 50 شهيداً والمئات من الجرحى وادى الى اعتقال الآلاف خلال الساعات ال24 الماضية، استخدمت فيه "كافة أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً" و"بمباركة الولاياتالمتحدة ومنحها الضوء الأخضر لشارون وحكومته وعسكره"، في وقت يُحاصر الرئيس عرفات وتشل حركة السلطة بكل الوسائل. ودعت المذكرة الأمة العربية الى حماية الشعب الفلسطيني من عملية إبادة واضحة الأهداف والمخططات، مشيرة إلى أنه منذ زيارة شارون المشؤومة للمسجد الأقصى بلغ عدد الشهداء 3606 مواطنين وعدد الجرحى 42644، في حين فاق عدد الأسرى 7400 أسير وأسيرة، وتم تدمير 66092 منزلاً حتى نهاية الشهر الماضي، وتكبد الشعب الفلسطيني خسائر بلغت 20 بليون دولار من اقتصاده حسب الاحصاءات الدولية، وبلغت مساحة الأراضي الزراعية المجرفة 68728 دونما حتى نهاية آب أغسطس الماضي، وعدد الأشجار المجرفة والمقتلعة 1145145 شجرة، كما جرف الاحتلال مساحة 208705 دونمات من الأراضي الزراعية في الضفة الغربية لمصلحة جدار الفصل العنصري، ووصل عدد المصانع التي دمرت 250 مصنعاً. واستنكرت مصر مجدداً التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وقتل المدنيين، وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إن "هذا أمر حزين وأنني أستنكره بأقوى لهجة ممكنة" و"يجب أن تتوقف أعمال العنف والقتل والهجمات الإسرائيلية داخل قطاع غزة وفي كل الأراضي المحتلة"، مؤكدا أن هذا ليس هو الاسلوب لتحريك عملية السلام. من جهة أخرى، طلبت فلسطين مصر المساعدة في إنشاء معهد للدراسات الديبلوماسية الفلسطينية لتدريب الكوادر في وزارة الخارجية الفلسطينية.