سيطر شريط أسامة بن لادن على حيز واسع من المساحة الإعلامية الأميركية الثمينة في لحظات التنافس الأخيرة، ونجح في نقل الأضواء عن حرج فضيحة اختفاء المتفجرات من مستودع القعقاع في العراق واستعمالها كمثال آخر من أمثلة فشل جورج بوش، إلى هجمات 11/9/2001 حيث تكمن قوة بوش. وكان أول من أخذ من تعليقات المرشحين على الشريط عتاداً لمهاجمة كيري، وليام كريستول، رئيس تحرير مجلة "ويكلي ستاندارد" التي يعتبرها البعض الناطقة باسم "المحافظين الجدد". واتهم كريستول، محرر "وثيقة القرن الأميركي الجديد" الشهيرة كيري بتسييس هذه القضية التي تخص المصلحة الأميركية الأمنية العامة بتنويهه أن بوش الذي وعد برأس بن لادن حياً أم ميتاً، فسح له مجال الفرار من القبضة الأميركية بمهاجمة العراق. وأنهى بأن "رد بوش اتسم بصرامة واتزان تليق بموقع القائد العام فيما اتسم رد كيري بالمناورة السياسية الانتهازية لاستغلال هذا الخطر الذي يهدد كل الأميركيين لمصلحته". وأعربت "واشنطن بوست" في تقريرها الرئيس على صفحتها الأولى "أن الوقت لا يزال مبكراً" للتكهن حول أثر هذا الشريط على الاتجاه الانتخابي بخاصة في "الوسط" الأميركي، وهو التعبير لوصف المواطن غير المسيس الذي قرر دائماً مصير الانتخابات". وخصصت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها للبحث بعيداً عن شريط "البعبع الملتحي" مذكرةً قراءها ومرشحي الرئاسة أن "الفائز بالرئاسة" سيواجه "هزة أرضية عنيفة" بعد الانتخابات في شأن فاتورة تكاليف الحرب في العراق محذرة "إذا كانت فاتورة سنة واحدة في العراق تجاوزت مبلغ 95 بليون دولار، فإن ذلك يعني أن تكاليف هذه الحرب قد تجاوزت حتى اللحظة 225 بليون دولار". وأقرت الصحيفة التي بايعت كيري "بعدم وجود فوارق حقيقية بين المرشحين تقلل من هذه التكاليف بشكل ملموس ومؤثر بخاصة أن الاثنين ألزما نفسيهما باستمرار المسيرة في العراق على هدى سكتها الحالية إلى حين تحقيق الأمن هناك". وعبرت عن قلقها من أن "الرئيس أياً كان سيجد نفسه أمام ضرورة زيادة عدد القوات الأميركية في العراق واستمرار بقائها هناك لفترة أطول ومزيداً من الخسائر في الأموال والأرواح".