سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء مصمم على رفض إنذار نتانياهو حتى لو كلفه ذلك انتخابات مبكرة . الوزراء الأربعة "المتمردون" في حكومة شارون يمهلونه اسبوعين ليقبل بالاستفتاء أو استقالتهم
حال من عدم اليقين تعم الساحة الحزبية في اسرائيل وتوقعات باشتداد الدوامة التي دخلت فيها وعلامات استفهام حول مصير الحكومة برئاسة ارييل شارون، وذلك غداة إقرار الكنيست مبدئياً خطة الفصل الاحادي واقالة رئيس الحكومة اثنين من قادة المتمردين في حزبه"ليكود"، الوزير عوزي لنداو ونائب الوزير ميخائيل راتسون اقتصاصاً منهما على تصويتهما ضد الخطة، ليردا عليه متوعدين بمواجهة ضارية لا شك انها ستسرع الانشقاق في"ليكود". وتدور المعركة الآن بين مؤيدي فكرة اجراء استفتاء عام على الخطة"لتنال الشرعية"ومعارضيها بقوة، وفي مقدمهم شارون الذي غدا يرى في المطلب محاولة من بعض أركان حزبه وحكومته للي ذراعه، فسارع الى التصريح للصحف العبرية بأنه مثلما"لم أرضخ في حياتي لأي تهديد، لن أرضخ هذه المرة ايضاً". ويواجه شارون الآن تحدياً من أربعة من وزرائه يقودهم وزير المال المرشح الأقوى لخلافته بنيامين نتانياهو، الذين أمهلوا رئيس الحكومة اسبوعين ليقبل بالاستفتاء وإلا غادروا حكومته. وكان"الأربعة"حاولوا، قبل تصويت الكنيست على الخطة بدقائق تنفيذ ما وصفته الصحف العبرية انقلاباً أبيض على شارون بالتصويت ضد الخطة إذا لم يقبل فوراً بشروطهم، لكنهم عدلوا عن موقفهم في اللحظة الأخيرة ومنحوا رئيس الحكومة مهلة اسبوعين. وأوردت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن أوساط قريبة من شارون تصميمه على عدم الرضوخ ل"انذار"نتانياهو ورفاقه حتى ان كلفه موقفه هذا انسحابهم من الحكومة وانهيارها وعلى رغم ادراكه بأن من شأن ذلك ان يدفع الى انتخابات برلمانية مبكرة. وأضافت ان رئيس الحكومة سيكرس جهوده في الأيام المقبلة لضم حزب"العمل"الى حكومته في ظل أنباء عن احتمال قبول أركان هذا الحزب فكرة تعيينهم وزراء دولة من دون اسناد حقائب عينية لهم، ما قد يسهل على شارون مهمة ضم الحزب على رغم قرار سابق لليكود برفض ذلك. ويلتقي شارون اليوم نواب حزب المتدينين القوميين مندال الأربعة الذين بقوا في ائتلافه الحكومي على رغم معارضتهم الشديدة للخطة ليبلغوه هم أيضاً بأن أمامه 14 يوماً ليوافق على اجراء استفتاء قبل ان يلحقوا بزميليهم ايفي ايتام واسحاق ليفي الى كراسي المعارضة. وكان الأربعة ادعوا أول من أمس ان الحزب وقادة المستوطنين يلتزمون قبول نتائج الاستفتاء مهما تكن، لكن اتضح أمس ان حاخامات الحزب يرفضون التوقيع على مثل هذا الالتزام وانهم يطالبون باستثناء عرب الداخل من الاستفتاء وبأن يتم إقرار الفصل بغالبية ثلثين. ويساند شارون في موقفه الرافض اجراء استفتاء زعيم"العمل"شمعون بيريز الذي قال أمس ان الهدف من الاستفتاء تعطيل خطة الفصل ويضع الديموقراطية الاسرائيلية موضع سخرية. من جهته، أوضح وزير الخارجية سلفان شالوم معارضته ضم"العمل"وتأييده فكرة الاستفتاء لكن من دون اعتماد لغة التهديد والانذار لرئيس الحكومة، وقال في حديث اذاعي ان قرار الكنيست لا يعني اخلاء أي مستوطنة وان هذا القرار سيطرح على الحكومة بعد ستة أشهر كما ان التنفيذ، في حال اقرار الاخلاء، سيكون على مراحل. وتناول معلقون في الشؤون الحزبية العراقيل التي سيواجهها شارون إزاء الانقسام في حزبه وعشية اقرار مشروع موازنة الدولة للعام المقبل الذي يعتبر عدم إقراره بغالبية برلمانية مطلقة نزع ثقة عن رئيس الحكومة. ورجح هؤلاء ان يصعد"المتمردون"في"ليكود"معركتهم ضد شارون ليعملوا على اسقاطه من خلال التصويت ضد الموازنة لعلمهم أن أحزاب المعارضة التي دعمت خطة الفصل لن تصوّت الى جانب الموازنة. ورجح معظم المعلقين أن تقود تطورات الأسابيع المقبلة الى تصاعد التجاذب باتجاه الذهاب الى انتخابات برلمانية مبكرة لم يستبعد البعض اجراءها في ربيع العام المقبل قبل الحسم الفعلي لخطة الفصل في الحكومة والكنيست، ما يعني ارجاءها الى أجل غير معروف.