أقر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأن اجراء الانتخابات العراقية في كانون الثاني يناير المقبل عمل تاريخي. وقال رداً على أسئلة"الحياة"إن الهجمات التي تنفذها العناصر الإرهابية ضد قوات التحالف ورجال الشرطة والعراقيين الأبرياء ما هي إلا أنشطة يائسة تهدف للحيلولة دون اعطاء الفرصة للعراقيين لانتخاب حكومتهم. وشدد رئيس الوزراء البريطاني في مؤتمر صحافي عقده في مقر رئاسة الوزراء أمس على حجة الإرهابيين بأنهم يقاتلون قوات الاحتلال بأن ليس لها ما يبررها، موضحاً أن القوات الأميركية والبريطانية لن تبقى يوماً اضافياً بعد نجاح الحكومة العراقية في السيطرة على الوضع الأمني في العراق. ورفض بلير ان الانتخابات ستكون صورية بسبب تدهور الوضع الأمني، ورفض بعض قطاعات الشعب العراقي المشاركة فيها، مضيفاً ان الانتخابات ستتم باشراف الأممالمتحدة ورعايتها، وقال إن الكثير قيل عن الانتخابات الأفغانية، والتهديدات التي تمثلها حركة"طالبان"، لكن أثبت الشعب الأفغاني قدرته على إلحاق الهزيمة بالإرهابيين ونأمل بأن يخطو الشعب العراقي خطوات مماثلة في هذا الاتجاه. وحول ارسال قوات بريطانية الى محيط بغداد والمدة التي سيستغرق وجودها هناك، أوضح رئيس الوزراء البريطاني ان القوة أرسلت هناك لأسباب عملانية وأن فترة بقائها هناك ستكون محدودة، ونفى بلير أن يكون أحد القادة العسكريين البريطانيين قد تحدث عن تمديد لفترة وجود هذه القوات موضحاً ان العملية محدودة ولفترة محدودة. ونفى رئيس الوزراء البريطاني ان يشكل انتقال هذه الوحدة الى محيط بغداد خطراً على عناصرها، ونبه الى أن القوات البريطانية موجودة في العراق منذ 18 شهراً، وأن تمركزها في البصرة ومحيطها لم يكن بعيداً عن هذه الأخطار. ووعد بلير بأن يولي القضية الفلسطينية اهتماماً أكبر بعد الانتهاء من الانتخابات الاميركية، وقال ان موضوع العراق شيء والوضع في فلسطين شيء آخر، مؤكداً انه بالتعاون مع واشنطن سيعمل جاهداً من أجل احياء عملية السلام ومساعدة السلطة الفلسطينية على بناء مؤسساتها بشكل يؤهلها للحفاظ على أي تعهد يؤدي الى التوصل الى حل نهائي. واثنى بلير على قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالانسحاب من قطاع غزة، وقال انه يعتبر ذلك خطوة على الطريق الصحيح، وأنه شخصياً يثق بأن هذا التحرك سيفتح آفاقاً جديدة لدفع عملية السلام الى الأمام. ونفى بلير وجود أي نية للقيام بعمل عسكري ضد إيران أو سورية، وقال:"لا أعرف أحداً يتحدث عن خيار عسكري ضد هذين البلدين". وأشار إلى أن بريطانيا مستعدة لممارسة ضغوط جدية على إيران حتى تتوقف عن المضي في برنامجها النووي. وكشف عن اطلاعه صباح أمس على خطط لوضع برنامج بطاقات الهوية قيد التنفيذ، مؤكداً أن المحافظة على الأمن هي من أولويات حكومته، بعدما تأكد أن العناصر الإرهابية والمجرمين واللاجئين غير الشرعيين كثيراً ما يلجأون إلى استخدام وثائق مزورة.