(شرق)- بغداد -أعلن الجيش الأمريكي الجمعة 10-4-2009 مقتل 5 من جنوده في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة استهدف مقر الشرطة الوطنية في حي المنصور بالموصل، كبرى مدن محافظة نينوى، شمال بغداد. وأفاد بيان للجيش الأمريكي أنه تم اعتقال شخصين مشتبه بهما في المكان"، مشيرًا إلى أن "التحقيقات ما تزال جارية". وأفاد مراسل فرانس برس أن قوات الأمن العراقية تفرض طوقًا أمنيًا حول موقع الانفجار وتمنع الاقتراب منه، في حين تحلق مروحيات وطائرات أمريكية فوق المكان. وكان عناصر من الشرطة العراقية قتلوا أربعة جنود أمريكيين في الموصل في ال24 من فبراير/شباط الماضي، كما قتل أربعة جنود أمريكيين في ال8 من الشهر ذاته بهجوم انتحاري في الموصل أيضا، ويعتبر الجيش الأمريكي الموصل وغرب نينوى من آخر معاقل القاعدة والجماعات المتطرفة في العراق. من جانب آخر، دافع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عن سياسته في العراق، مشددًا على أنها لم تسهم في تمكين الإرهابيين في العراق وأفغانستان، وأن قراره بشن الحرب على العراق "لم يكن سطحيًّا". وقال بلير في حديث أجرته معه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "لم يمر يومًا واحدًا دون أن أبحث في الأمر أو أفكر بمسؤولية ما يجري، وأعتقد بأن هذه القرارات هي الأصعب ولا يتعين اتخاذها مصادفة؛ لأننا نؤمن بوجود بعض القناعات الدينية التي تفوق أي شيء". ورأى أن عواقب التصرف في العراق كانت "جادة" لكنها ستكون كذلك أيضا في حال عدم اتخاذ أي تصرف. على صعيد متصل قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في مقابلة تلفزيونية إن إنجازات الجيش البريطاني في العراق كانت محدودة بمقارنتها بما كانت تهدف إليه لندن حين شنت الحرب في عام 2003. وأعرب براون عن اعتقاده بأن الحرب في العراق "لم تكن تصرفًا صحيحًا"، وأن الجيش البريطاني حقق الأهداف التي وضعت منذ عام ونصف العام أي حين تسلم هو منصب رئاسة الوزراء البريطانية. وحدد تلك الأهداف بالتحقق من قدرة الحكومة العراقية والجيش والشرطة من إدارة دولتهم وبإيجاد مستوى من الدعم المدني للانتخابات المحلية والتي رأى أنها أجريت بنجاح وبإيجاد مستوى من التنمية الاجتماعية والاقتصادية بنحو يجعل الشعب العراق يشعر بأنه جزء من مستقبل العراق. ولفت إلى أن هذه الأهداف التي وصفها بأنها "محدودة" تحققت في أرض الواقع، ولكن لندن لم تبدأ بها حين شنت الحرب في العراق، وهذا يبرر إمكانية انسحاب بقية القوات البريطانية منه.