وصف وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه قرار رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الانسحاب من قطاع غزة بأنه عنصر ايجابي يتوجب دعمه، مشيراً الى ان أوروبا تناقش كيفية مواكبة هذا الانسحاب بما يؤدي الى خفض العنف واعادة انعاش اقتصاد المناطق الفلسطينية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده بارنييه في ختام اجتماعات "المنتدى المتوسطي" التي ترأسها في باريس على مدى اليومين الماضيين، بمشاركة عشرة من نظرائه من دول ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وذكر بارنييه انه عرض خلال الاجتماعات نتائج زيارته في الأسبوع الماضي الى اسرائيل، واتفق مع نظرائه على التذكير بأن المعيار الوحيد لتسوية النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي يبقى "خريطة الطريق" والهدف الذي ينبغي بلوغه هو دولتان تتعايشان بسلام. وأضاف ان هناك ضرورة ملحة اليوم لإعادة اطلاق مسيرة السلام لتجاوز العنف القائم الذي يطال أطفال فلسطين واسرائيل على حد سواء. وأكد ان نشوء دولة فلسطينية قابلة للحياة تتعايش مع دولة اسرائيلية، وحده كفيل بإضفاء الاستقرار على المستقبل وان كل ما يبذل من جهود ينبغي ان يندرج في هذا الاطار. ومن هذا المنطلق اعتبر بارنييه ان قرار شارون الانسحاب من غزة، يشكل عنصراً ايجابياً يتوجب دعمه لأنه يمثل مرحلة أولى، كما يمثل أول انسحاب من أراض فلسطينية. لكنه لفت الى ان قرار الانسحاب شيء وتطبيقه شيء آخر وان الشيء الثالث هو انجاح هذا الانسحاب، مشيراً الى ان نقاشات تجري على المستوى الأردني لمواكبة الانسحاب وانجاحه بحيث يؤدي الى خفض العنف والى تطور اقتصادي في المناطق الفلسطينية مع مطار ومرفأ يعملان. وتابع بارنييه قائلاً: "أما الآن فالأهم هو الأمن ولهذا السبب فإن فرنسا تدعم المبادرة المصرية"، التي وصفها بأنها قوية وشجاعة، معرباً عن أمله بعودة الأسرة الدولية والولايات المتحدة بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية للعمل مجدداً على تسوية الأوضاع الفلسطينية - الاسرائيلية. وذكر ان بوسعه ان يؤكد ان شارون الذي التقاه في الأسبوع الماضي عبّر له عن تمسكه ب"خريطة الطريق"، خصوصاً وان لا بديل عنها. وتطرق بارنييه الى الوضع في العراق، مؤكداً ضرورة الخروج من دوامة العنف واعتماد نهج سياسي وفقاً لما هو منصوص عليه في القرار 1546، ما يعزز ضرورة ان يكون مؤتمر شرم الشيخ في الشهر المقبل مثمراً ومجدياً. وشارك في اجتماعات الدورة ال11 للمنتدى المتوسطي الذي تترأس دورته المقبلة تونس، وزراء خارجية الجزائر ومصر واسبانيا ومالطا والمغرب والبرتغال وتونس وتركيا واليونان وايطاليا.