احتجت وزارة الخارجية الفرنسية بشدة لدى سفارة إسرائيل في فرنسا على تعرض أحد أفراد بعثتها القنصلية في تل أبيب لإطلاق نار تحذيري لدى اجتيازه معبر ايرز في قطاع غزة، وذلك عشية الزيارة التي يبدأها وزير الخارجية ميشال بارنييه إلى إسرائيل غداً وحتى الثلثاء المقبل. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية هيرفي لادسوس إن أحد أفراد القنصلية العامة الفرنسية في القدس تعرض لإطلاق نار تحذيري من قبل دبابة إسرائيلية عند معبر ايرز في قطاع غزة. وأضاف ان فرنسا احتجت بشدة على ذلك لدى السفارة الإسرائيلية، وأنها تعتزم تقديم احتجاج مماثل في تل أبيب على هذا "العمل غير المقبول"، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأشخاص "يحملون جوازات سفر ديبلوماسية، وأتموا كل الاجراءات المطلوبة من الجيش الإسرائيلي". وأشار لادسوس إلى أن هذا الحادث يدعو إلى المزيد من القلق، خصوصاً أنه "ليس معزولاً"، وان ديبلوماسيين أوروبيين آخرين واجهوا أيضاً صعوبات مماثلة. وتابع ان "مثل هذه التهديدات تمثل عراقيل غير مقبولة أمام أداء البعثات القنصلية وفقاً لما هو منصوص عليه في معاهدة فيينا في شأن العلاقات الديبلوماسية والقنصلية". ومن المتوقع أن يثير بارنييه، الذي يقوم بأول زيارة رسمية له إلى إسرائيل، هذا الموضوع مع المسؤولين الذين يلتقيهم، وهم الرئيس موشي كاتساف ورئيس الحكومة ارييل شارون ووزير الخارجية سيلفان شالوم، وأيضاً رئيس البرلمان روفن ريفلين ورئيس حزب العمل شمعون بيريز. وتشكل هذه الزيارة المرحلة الثالثة من زيارات بارنييه إلى المنطقة، حيث سبق أن زار القاهرة وعمّان والمناطق الفلسطينية، ما أثار استياء المسؤولين الإسرائيليين وحمله على تأجيل زيارته لإسرائيل. وذكر لادسوس ان بارنييه سيعيد التذكير خلال محادثاته موقف فرنسا من التطورات الأخيرة للنزاع والاحتمالات الحالية لنهج السلام، كما سيؤكد ضرورة الوقف الفوري للعنف، مما يفترض الانهاء الفوري لعملية "أيام الندم". وأضاف أن بارنييه سيعيد تأكيد تمسك فرنسا والاتحاد الأوروبي ب"خريطة الطريق" باعتبارها الإطار الوحيد المتفق عليه لإعادة اطلاق مسيرة السلام، وانجاح الانسحاب من غزة بوصفه خطوة أولى باتجاه إعادة الانطلاق. وأشار إلى أن الوزير سيشدد على رغبة فرنسا في تطور هادئ للعلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية والعلمية والثقافية.