خلال الاعوام العشرة الماضية، تغير العالم في شكل جذري. وبعد 11 ايلول سبتمبر 2001، اتخذ هذا التغيير شكلاً جديداً يجعل من مسألة الامن التحدي الاول المطروح علينا. الارهاب والحرب ضده، يحتلان المركز الاول في سلم اولويات هذه الادارة، وستبقى الحال على ما هي عليه طالما دعت الحاجة. وكما قال الرئيس من البداية: تتضمن الحرب ضد الارهاب جوانب عسكرية وغير عسكرية، وسنجند من أجلها كل الامكانات والوسائل. فهذا هو التحدي، وهذه هي الحرب التي خضناها وسنخوضها حتى النصر. يجب علينا محاربة الارهابيين، وتدميرهم وعدم الاكتفاء بمحاصرتهم. ولا بد من القضاء على بؤرهم ومصادر دعمهم وليس مجرد احتوائها. وكلما مر يوم على هذا النزاع، وعلى ايجادنا طرقاً لحلّه، سعينا إلى تدعيم شراكاتنا الدولية. فنحن نتعامل مع قضايا اسلحة الدمار الشامل اينما وجدت. ان في العراق، أو في ليبيا حيث اثمرت الطرق الديبلوماسية. فوضعنا ليبيا على الطريق الصحيح الذي يؤمن مستقبلاً أفضل لشعبها، ويزيل أسباب القلق منها. ونعمل يومياً، مع أصدقاء وحلفاء في الشرق الاوسط وغيره من المناطق على تطبيق اصلاحات تزيل القمع والظلم والفقر واليأس، وكلها اسباب تشكل ارضاً خصبة لافكار تنتج اسلحة دمار شامل. وكل يوم تقل الاماكن التي يمكن للارهابيين اللجوء اليها للاختباء والهرب، وينخفض عدد الاشخاص الذين يسكتون عن نشاط هؤلاء، فيما يزداد اعداؤهم من دول وافراد قرروا التصدي لهم ولوحشيتهم وكرههم للآخر. منذ ايام قليلة شهدت افغانستان انتخابات رئاسية عادلة وحرة، هي الاولى من نوعها في هذه البلاد. لم تكن الانتخابات مثالية بالطبع، الا ان الاهم هو حصولها. فهذا مؤشر على نمو الديموقراطية. وما من سبب يمنعنا من معاودة الكرة في العراق حيث نواجه اوقاتاً عصيبة، ولا يفيدنا بشيء ان ننكر هذا الواقع، الا ان الامور الى تغير ...النجف وسامراء تحت سلطة الحكومة الانتقالية، والزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي اتعبنا جميعاً منذ اسابيع يتحدث الآن عن مصالحة، وبدأت مدينة الصدر تسلم سلاحها. الامر صعب وشاق، وستمر علينا ايام سود، الا ان اياماً اكثر اشراقاً تنتظرنا. علينا ان نقف - وسنقف - الى جانب القادة العراقيين الشجعان والملتزمين تجاه شعبهم بمستقبل افضل. سنقف الى جانب حلفائنا في حلف شمال الاطلسي الموجودين على الارض معنا، وغيرهم القادمين. وتعمل الاممالمتحدة حالياً على توظيف عدد اكبر من المراقبين لنتمكن من اجراء انتخابات في كانون الثاني يناير 2005. ونحن في الواقع نفعل هذا من أجلهم، ومن أجلنا. لاننا لو نجحنا - وسننجح - ستتغير صورتنا بالكامل في هذا الجزء من العالم: ديموقراطية وحرية وشعب يختار قادته ودول تتكاتف لمساعدة هذا البلد على النهوض. لن يظهر بعد ذلك نقاش حول اسلحة الدمار الشامل، أو الارهاب. وحوش هم هؤلاء الذين حكموا العراق ودمروه. الا انهم لن يفعلوا ذلك بعد الآن. وبعد انتخابات كانون الثاني المقبل، سيتضح أكثر من أي وقت مضى للجميع اننا فعلنا الصواب. ونحن واثقون من خطوتنا لأننا بذلنا جهداً في فهم العالم المتحول أمامنا. ومع هذه الادارة، ادارة الرئيس بوش، لا اسرار في طريقة التفكير. ولكن الامر ابعد من العراقوافغانستان. كنا نقلق من قوة الدول فحسب، اما الآن فاصبح علينا ان نقلق من ضعفها ايضاً. فالدول غير القادرة على منع الارهابيين من التخطيط لقتل الناس على ارضهم والدول التي تمنح الارهابيين ارضاً خصبة للنمو، تشغلنا. وهذا يعني انه علينا ان نقوم بأكثر من مجرد محاربتهم عندما يهاجموننا، يجب ان نلتزم مع هذه الدول بالقضاء على اسباب الارهاب، وازالة الفقر واليأس من نفوس الاشخاص الذين فقدوا الامل وبدأوا يميلون الى هذا الاتجاه. ونحن نفهم جيداً معنى اعتماد سياسة تشجع الحكم الصالح، ورفع الفقر ومحاربة الفساد، حتى لا تركد المجتمعات ولا تنهار الدول. لذلك فإننا عندما ننشر الحرية والديموقراطية، لا نراها مجرد شعارات، بل نراها من منظور مصلحتنا الشخصية ايضاً. وكما قال الرئيس، هذه الاستراتيجية "تعكس وحدة مبادئنا ومصلحتنا الوطنية". ولا تزال امامنا تحديات كبيرة علينا مواجهتها. فانتشار الاسلحة النووية مشكلة. وايران وكوريا مشكلة. ولجأنا الى السبل الديبلوماسية لمحاولة ايجاد الحلول. في القرن الحادي والعشرين السياسة الخارجية تعني استخدام كل الوسائل المتاحة امامك، الا ان خيار الرئيس الاول هو الديبلوماسية والسياسة. لذلك فنحن نعمل عملاً دؤوباً لحل الازمات الاقليمية في افريقيا، وأولها السودان. ولم نألُ جهداً في سبيل تطبيق خريطة الطريق للوصول الى السلام في الشرق الاوسط. قدر أميركا ان تتحدى العالم وتكون الدولة التي تنتظر منها الشعوب حلولاً لمشكلاتها. ونحن نحب ان نضطلع بهذه المهمة مع شركاء، فالرئيس مؤمن بالشراكة. ونحن اعضاء في شراكات متينة. ولكن حتى في المقاربات المتعددة الاطراف لا بد من قائد يحرص على حسن عمل الفريق، ولطالما كانت الولاياتالمتحدة هذا القائد، وسيظهر الرئيس جورج بوش للعالم انه قادر على الاستمرار بالقيادة.