كلف رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود الرئيس عمر كرامي امس تشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لحكومة الرئيس رفيق الحريري، بعدما أجرى طوال النهار استشارات نيابية شارك فيها 99 نائباً. وأعلن 71 نائباً تسمية كرامي رسمياً وهم: حسين الحسيني، وكرامي الذي سمى "شخصاً" ونائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي، ونائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس الذي سمى كرامي "لأنه شمالي". وعلمت "الحياة" ان فارس وكرامي التقيا السبت الماضي في منزل الأخير في طرابلس وكان اللقاء "جيداً". وكتل "التنمية والتحرير" برئاسة بري و"الوفاق المتني" برئاسة ميشال المر الذي سمى كرامي "لأنه رجل وطني"، و"الوفاء للمقاومة" حزب الله، و"الكتلة الشعبية" و"البقاع الغربي" و"التكتل الطرابلسي" و"الكرامة والتجدد"، و"القرار الشعبي"، و"حزب البعث"، و"الحزب القومي"، و"نواب الارمن"، و"نواب الكتائب"، اضافة الى النواب جمال اسماعيل واسامة سعد ومحمد يحيى ووجيه البعريني وعبد الرحيم مراد ومحسن دلول ومحمد عبد الحميد بيضون ومحمود أبو حمدان وانطوان حداد ويوسف المعلوف وقبلان عيسى الخوري وجبران طوق وخليل الهراوي وطلال ارسلان وبشارة مرهج وكذلك جان عبيد الذي وصف في تصريح الحريري بأنه "كان متميزاً ومقتدراً واستثنائياً". واعتبر ان "كرامي هو المرشح الأبرز اليوم وربما الأوحد لخلافته". وترك 11 نائباً الاسم وديعة عند لحود وهم يشكلون كتلة "نواب الشمال" وفقاً للاصول الدستورية بحسب ما أعلن احد اعضائها النائب جهاد الصمد. وأعلن الوزير سليمان فرنجية انه لم يقرر بعد ما اذا كان سيشارك في الحكومة. وعلمت "الحياة" ان مشاركة فرنجية والوزير نجيب ميقاتي ونواب الكتلة في الاستشارات جاءت تتويجاً لجهود قامت بها دمشق بعيداً من الاضواء رغبة منها بمزيد من التهدئة لفسح المجال أمام محاولات جديدة لتطبيع العلاقة بين الكتلة وكرامي. وأبلغ نواب الكتلة لحود ان "لا شيء يربطنا بكرامي سوى استمرار الخصومة الانتخابية، لكننا لا نتعاطى مع قضية تشكيل الحكومة على انها شمالية وعلى خلفية الخصومة بمقدار ما ننظر اليها من زاوية الظروف الاستثنائية التي تمر فيها المنطقة ومن خلالها لبنان". ونقل عن فرنجية قوله: "اننا نعطي الاولوية لخياراتنا الاستراتيجية لكننا نتمسك بحقيبة الداخلية وخصوصاً اننا على أبواب انتخابات نيابية نخشى فيها بأن يأتي الى الوزارة من يتحكم برقابنا". وشدد النواب على ان تتمثل الكتلة بوزيرين هما فرنجية وميقاتي وان تسند الداخلية للأول وفي حال تعذر ذلك فلا مانع من ان تتمثل بوزيرين آخرين. ورد لحود "اننا جميعاً ندرك دقة المرحلة وأتمنى التعاون مع كرامي". فأجاب فرنجية وميقاتي: "اذا كان هذا الأمر يهمك فليكن انما لن نعلن نحن الاسم، ونتركه لك". وفهم ان الكتلة سمت كرامي. أما الرئيس الحريري الذي غادر من دون تصريح، فامتنعت كتلته "قرار بيروت" عن التسمية. وعلمت "الحياة" ان النائب محمد قباني سلم لحود لائحة تتضمن اسماء النواب الأعضاء في الكتلة برئاسة الحريري وتضمنت 16 اسماً بعدما حذف منها اسم غازي العريضي الذي يشارك في "اللقاء الديموقراطي" برئاسة وليد جنبلاط، وبشارة مرهج الذي انقطع منذ فترة طويلة عن حضور اجتماعات الكتلة. ورد لحود على قباني "صحيح لم يحصل تفاهم بيني وبين الرئيس الحريري لكن هذا لا يمنع ان نتعاون جميعاً من أجل مصلحة البلد". وقاطع الاستشارات 28 نائباً وهم اعضاء "اللقاء الديموقراطي" برئاسة جنبلاط، ونائبا "حركة التجدد الديموقراطي" نسيب لحود ومصباح الأحدب ونواب "قرنة شهوان" فارس سعيد ومنصور البون وبيار الجميل وبطرس حرب ونائلة معوض، اضافة الى النواب فارس بويز وأحمد فتفت وفريد مكاري وناظم الخوري الذي غاب بداعي السفر. وسمى النائب غسان مخيبر عدنان القصار. وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام ان الرئيس لحود كان يطلب الى النواب الذين التقاهم تسمية مرشحهم لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، وعدم ترك التسمية له، وذلك عملاً بالفقرة الثانية من المادة 53 من الدستور. "معلومات خاطئة" طرحت أسئلة عما دار في "الخلوة" القصيرة وقوفاً بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس رفيق الحريري في القصر الجمهوري في بعبدا. وتبيّن - بحسب المعلومات التي توافرت ل"الحياة" - ان بري خاطب الحريري بقوله: "ليس صحيحاً ما نُشر أمس في بعض الصحف تحت عنوان: الحريري يخرج من الحكم تحت وطأة انذار الساعتين"، مؤكداً ان هناك من سرّب معلومات خاطئة حول ما دار في اجتماعهما الأخير في ساحة النجمة، عندما تمنّى عليه الاستقالة.