مليون نسخة من رواية غابرييل غارسيا ماركيز الجديدة تنزل اليوم الى أسواق أميركا واسبانيا. أبناء اللغة الاسبانية قراء. كل أميركا اللاتينية تقرأ الاسبانية البرازيل استثناء: خصَّها الاستعمار الأوروبي بالبرتغالية بدل الاسبانية. أميركا الشمالية أيضاً تقرأ الاسبانية اللغة الثانية في الولاياتالمتحدة بعد الانكليزية، وصامويل هنتنغتون يخشى على الهوية الأميركية "النقية" من هذا الفصام اللغوي. ثم هناك الوطن الأم: اسبانيا. * محظوظ غارسيا ماركيز. صحيح انه وُلد في كولومبيا الممزقة بحروبٍ أهلية منذ القرن التاسع عشر، لكنه على الأقل لا يكتب بالعربية. ومحظوظ ماركيز لأنه - وهو الذي يغالب سرطان الحنجرة - يظل قادراً على الإنشاد مثل تلك المغنية الفأرة في قصة كافكا. لا يسكت هذا الرجل. مثل أيوب، لا يمنع نفسه. لماذا يمنع نفسه والعالم يهرع اليوم الى المكتبات لشراء روايته القصيرة نحو 120 صفحة عن غراميات عجوز جاوز التسعين؟ ماركيز المولود سنة 1928 كتب قبل سنوات بعيدة قصة قصيرة في مديح "الجميلات النائمات" لياسوناري كاواباتا 1899 - 1972. تلقى كاواباتا نوبل الآداب سنة 1968. أشار في خطابه أمام الأكاديمية السويدية الى كاتبٍ ياباني آخر لم يحظَ بجوائز عالمية وقضى منتحراً. قال كاواباتا ان صاحبه لم يرَ القمر وبياض القمر كما رآه رهبان الزن وأهل البوذية. كان كاواباتا يعبر لحظة عالية من الصعود المعنوي واقفاً على المنصة في استوكهولم... لكنه بعد أربعة أعوام أقفل نوافذ شقته الصغيرة وفتح حنفية الغاز. مثل أوكتاغاوا مات كواباتا منتحراً. كان قبل ذلك يحلم، وهو يكتب "الجميلات النائمات"، أن يموت مستلقياً جنب فتاة جميلة بيضاء. اليوم يستعيد ماركيز رواية كاواباتا. ولع ماركيز هذا يتكرر ظهوره منذ "مئة عام من العزلة" 1967. نراه مع فتيات الماخور وعلاقاتهن برجال عائلة بوينديا. ثم نراه في "خريف البطريرك" 1975 والبنات اللواتي يبعن الحب مقابل الخبز. وبعد ذلك في "الحب في زمن الكوليرا" 1985. رواية ماركيز الجديدة ظهرت في نسخ مقرصنة يبيعها باعة جوالون على تقاطعات الطرق في بوغوتا عاصمة كولومبيا قبل نزول الطبعة القانونية الى المكتبات. هذه سابقة في عالم الكتب، بحسب وكالات الأنباء. يبدو أن نسخة من الكتاب سُرقت خلال تفريغ احدى الشاحنات الآتية من مطبعة الى مستودع. هذا احتمال: نسخة مخطوفة! * منذ "خبر اختطاف" 1996 لم ينشر صاحب نوبل الآداب 1982، رواية. "خبر اختطاف" رواية شبه وثائقية، قاتمة المناخ. رواية ماركيز الجديدة التي تُحارب الشيخوخة بالرغبات كيف تكون؟