أدت الضجة التي اثيرت بشأن مواقف عبر عنها مدير الاخبار في "اذاعة فرنسا الدولية" آلان مينارغ، واعتبرت مناهضة لاسرائيل واليهود الى استقالته امس من منصبه وقبول ادارة الاذاعة تلك الاستقالة. وكان مينارغ صرّح مقابلة مع قناة "ال سي اي" التلفزيونية لمناسبة صدور كتابه الجديد "جدار شارون"، رداً على سؤال، بأن اسرائيل "دولة عنصرية". وتلقت اذاعته رسالة احتجاج من "المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية" في فرنسا. وشارك في الاحتجاج صحافيون عاملون في الاذاعة خصوصاً أن مينارغ قدّم خلال المقابلة التلفزيونية بصفته مديراً للاخبار فيها، وليس بصفته الشخصية. وتصاعدت الضجة ضد مينارغ اثر مقابلة مع اذاعة "كورتوازي" اليمينية المتطرفة قال فيها ان اليهود كانوا يعملون تاريخياً على عزل انفسهم للصلاة حرصاً على طهارتهم، وان اول غيتو في التاريخ انشأوه بأنفسهم في مدينة البندقية في ايطاليا لهذا الغرض. وأضيفت الى ذلك اجواء تململ داخلي تعيشها "اذاعة فرنسا الدولية" واختلطت فيها الطموحات الشخصية والتنافس والتساؤلات التي يثيرها مشروع اعدّه مينارغ ل "تجديد" الاذاعة. لذا جاءت أزمة تصريحاته لتصعّد الاستياء من حوله، فبادرت "جمعية الصحافيين" في الاذاعة الى توجيه رسالة الى الادارة تقول ان مينارغ "تجاوز حدود ما يطاق ولطخ بخطورة سمعة الاذاعة". وخلال الجمعية العامة للصحافيين التي عقدت امس في الاذاعة، سئل مينارغ لماذا قدّمته قناة "ال سي اي" بصفته مديراً للاخبار مع ان واجبه التحفظ، فأوضح ان ذلك تم عن طريق الخطأ، ودافع عن نفسه نافياً صفة العداء للسامية ولليهود. وبعد الجمعية اعلن ان مينارغ قدم استقالته بطلب من ادارة الاذاعة لعدم التطابق بين منصبه ومواقفه العلنية. وذكر مراقبون ان الجمعية العامة للصحافيين لم تظهر اجماعاً ضده وان الحضور انقسم مناصفة تقريباً بين معارضيه من جهة ومؤيديه والمحايدين من جهة اخرى. وتساءل هؤلاء "هل كان مينارغ ليضطر للاستقالة لو انه ادلى بالكلام نفسه عن بلد مثل نيجيريا او غيرها؟". يذكر ان وزارة الخارجية الفرنسية تلقت اسئلة عدة بشأن تصريحات مينارغ فأعلنت "غير مقبولة"، ورجح بعض المصادر ان يكون موقف الوزارة هو ما أقنع مينارغ بأن لا مفرّ من الاستقالة.