واصل الرئيس الاميركي جورج بوش امس الضرب على وتر الارهاب في معركته الانتخابية، فيما ركز منافسه جون كيري على السجل "البائس" لخصمه الجمهوري في البيت الابيض، وسط استطلاعات للرأي اظهرت تقدم بوش بفارق ضئيل. وتركزت استراتيجية الحملتين الانتخابيتين، قبل نحو اسبوعين من موعد الاقتراع، على ثماني ولايات حاسمة تضم 99 صوتاً من اصوات الكلية الانتخابية، هي فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا وويسكونسن وايوا ونيفادا ونيوهامشير ونيومكسيكو. وتعتبر ثلاث منها - فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا - الاكثر اهمية لكلا المرشحين بحكم انها تمثل 68 صوتاً. واجمع المراقبون، في ضوء النتائج الحالية، على ان الفائز في اثنتين من الولايات الثلاث سيكون الفائز بالبيت الابيض. وبدأ عدد من سكان ولاية فلوريدا امس الادلاء بأصواتهم مبكراً وفق اتفاق استهدف ضمان تصويت أكبر عدد ممكن من الناخبين. وتسمح نصف الولايات تقريباً بالتصويت المبكر، رغم ان الاصوات لن تحصى إلا في يوم الاقتراع في الثاني من الشهر المقبل. وحذر الرئيس الاسبق جيمي كارتر مجدداً من تكرار سيناريو العام 2000 في ولاية فلوريدا بسبب عدم حل كل المشاكل التي أدت الى خلافات حادة على نتائج الاقتراع في الولاية، بما فيها عدم احتساب اصوات ناخبين في بعض المقاطعات بسبب اخطاء في طريقة التصويت. وأدى الطعن بالنتائج الى تدخل المحكمة العليا وحسم الخلاف بفوز بوش بفارق 537 صوتاً. وبحسب استطلاع اجرته وكالة انباء "اسوشييتد برس"، ضمن بوش حتى الآن اصوات 26 ولاية تضم 222 صوتاً فيما ضمن كيري 16 ولاية ومقاطعة كولومبياواشنطن وتضم ما مجموعه 217 صوتاً، فيما تحتدم المعركة على الاصوات ال99 المتبقية في الولايات الثماني المتأرجحة، علماً بأن الفائز يجب ان يحصل على ما لا يقل عن 270 صوتاً للفوز بالرئاسة. وفيما يحتاج بوش الى 48 صوتاً اضافياً من اصل 99 للحصول على ولاية رئاسية ثانية، يحتاج كيري الى 53 صوتاً لينتزع الرئاسة منه. وفي حال احرز اي من المرشحين تقدماً بنسبة 3 الى 4 في المئة على المستوى الوطني، فإن ذلك سيضمن له الفوز بأكثر من 300 صوت جمعي. تفاصيل ص 8 ووجه كيري امس تحذيراً للناخبين من ان بوش سيعمل على خصخصة نظام التأمين الاجتماعي، ما سيجعله عرضة للحسابات التجارية ضد مصلحة المواطنين. وفيما نفى بوش نيته ذلك، هاجم كيري متهماً اياه بالاستعداد للإرتهان الى دول اخرى في سياق الحرب على الارهاب، وهو ما نفاه كيري بدوره. ووقع بوش امس على قانون يخصص 33 بليون دولار لموازنة الامن الداخلي للعام 2005، وسط حملة انتخابية هيمنت عليها مسائل الامن القومي والحرب على الارهاب. وكان من المقرر ان يلقي بوش في وقت متقدم من ليل امس خطابا في ولاية نيوجيرسي التي قتل مئات من سكانها في اعتداءات 11 ايلول.