"الاحتلال الإسرائيلي هو الجريمة بحد ذاتها والجنود الذين يمارسون القتل لا يمثلون الطائفة التي ينتمون إليها، إنما الزي العسكري الذي يرتدونه". هذا ما قاله ل"الحياة" رئيس رابطة المعروفيين الأحرار المحامي سعيد نفاع رداً على النشر في وسائل إعلام عبرية بأنه ضابط السرية في وحدة "غفعاتي" في جيش الاحتلال الذي افرغ خزان سلاحه في جسد الطفلة الفلسطينية ايمان الهمص 13 عاماً للتأكد من قتلها هو درزي من عرب الداخل. وقال نفاع، الذي يرأس هيئة وطنية تنشط في أوساط العرب الدروز ضد التجنيد الاجباري، إن الغرض من إبراز الانتماء الطائفي للجندي الذي ارتكب جريمة بشعة هو صرف النظر عن حقيقة أن الاحتلال هو أساس الشر، كما أن النشر "يعيد إلى الأذهان سياسة فرق تسد التي طالما روجت لها السلطات الإسرائيلية بين أبناء الأقلية العربية في الداخل"، وان الغاية البعيدة منها إثارة نوع من الفتنة الطائفية في صفوفهم. ويرى مطلعون أن حادثة خطف الصحافي رياض علي، الذي ينتمي إلى الطائفة العربية الدرزية، من قبل مسلحين فلسطينيين في غزة قبل أسابيع، أعطت على ما يبدو الضوء الأخضر لسلطات الاحتلال من أجل تجيير هذه الحادثة لخدمة غاياتها البعيدة المدى في ما يتعلق بالفتنة الطائفية ولصرف الأنظار عن جرائم الاحتلال اليومية التي توازي بشاعة قتل الطفلة. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أبرزت في عددها أمس أن الضابط المجرم الذي أقصي عن الجيش بقرار قيادته العليا إلى حين اتضاح ملابسات الجريمة، هو درزي سبق له أن فاخر في مقابلة صحافية بما يقوم به في الجيش. ونقلت عن أقاربه ان قيادة الجيش تسرعت في اصدار حكمها على الضابط، الذي لم تشأ ذكر اسمه واكتفت بالإشارة إليه بأول حرف من اسمه، من أجل ارضاء السياسيين، وادعوا أن الجنود في السرية الذين سربوا الخبر عن جريمته كذبوا ودعوا إلى اخضاعهم بجهاز كشف الكذب لكن أحد هؤلاء الجنود أكد الرواية. وأضافت الصحيفة أن الضابط المتهم كرر ادعاءه ببراءته، وأعرب عن ثقته بعودته قريباً إلى وحدته العسكرية، لكن مصادر عسكرية استبعدت حصول ذلك. وزادت ان قائد "المنطقة الجنوبية" في جيش الاحتلال الميجر جنرال دان هارئيل، سيتلقى الأسبوع المقبل نتائج التحقيق العسكري في الحادث قبل أن يرفع توصياته إلى رئيس أركان الجيش الجنرال موشيه يعالون.