استطاعت نانسي عجرم أن تفرض حضورها على الفضائيات، من خلال أغانيها وحضورها الجذاب... ثم تلقت الفنانة اللبنانية الكثير من العروض للمشاركة في أفلام سينمائية، لكنها أجّلت دخول هذا العالم حتى تثبّت أقدامها في دنيا الغناء. التقينا نانسي عجرم فباحت ببعض أسرارها وأحلامها كفنانة وإنسانة... وكشفت تفاصيل عن أعمالها. النجاح المفاجئ الذي تحقق لك، هل جعلك تعيشين حالة من عدم الاتزان النفسي؟ - كلا طبعاً، بل اعطاني قوة أكبر واتزاناً نفسياً أفضل، وأنا سعيدة بذلك. كما أن هذا النجاح يدفعني للتفكير السليم والاختيار الجيد لما سأقدمه في المستقبل من أعمال غنائية. اليوم لا أفكر إلا في الخطوات المستقبلية، وأرى أن الاستمرار أهم من النجاح، لأنه الأكثر صعوبة، ويحتاج لجهد مضاعف. لذلك تجدني أعيش حالة من القلق والتوتر والخوف الدائم، وأحلم أن تكون أعمالي المقبلة في مستوى جودة أعمالي السابقة نفسها أو أكثر. غير نادمة على البداية هل تشعرين بالندم على البداية غير الموفقة؟ - أبداً، لم أندم على بدايتي الفنية فهي التي ساعدتني على تحقيق النجاح وهي التي رسمت لي الطريق، فمع كل البوم جديد كنت أختار بشكل أفضل، وأي فنان يجب أن يمر بتجارب عدة كي يصل للأسلوب الذي أحبه الناس من خلاله وبعدها يكمل الطريق. بدايتك في سن صغيرة، هل تعني أن الغناء سرق طفولتك؟ - هذا غير صحيح، عشت طفولتي كأي طفلة... الدراسة في وقتها واللعب في وقته والفن له وقته، كنت أخطط لكل شيء، وأعترف أن عشقي للفن كان يدفعني لبذل المزيد من الجهد في الدراسة، ودخول عالم الغناء جعلني أكتسب خبرة مميزة. المعروف أن الفن يحتاج قدراً من الجرأة... فهل أنت جريئة؟ - جريئة جداً... وقادرة على تغيير أسلوبي الغنائي والشكلي بسرعة، أحاول دائماً أن أتطور، وألبومي الأخير فيه أغان متنوعة من كل الألوان الغنائية الكلاسيكية والايقاعية والرومانسية وباللهجات المصرية واللبنانية والخليجية، وأنا مع مواكبة العصر والتطور والتنوع، والناس تريد دائماً أن تسمع كل الألوان الغنائية وهذا ما أفعله في اختياراتي. يقال إن ابناء جيلكم مجرد مؤدين... من دون أي مواهب! - هذا حكم ظالم في حق جيلنا الغنائي... هناك الموهوب بيننا، وهناك المؤدي. وهذا موجود لدى كل الأجيال الغنائية. الفنان الذكي هو القادر على اختيار ما يناسب صوته وأرى أن الجيل الجديد مليء بالمواهب. وهل تكفي الموهبة لانتشار الفنان؟ - نحن اليوم في عصر الصوت والصورة، ومن الضروري ان يهتم الفنان بإبراز موهبته وصوته، إضافة الى الشكل العام الذي سيظهر من خلاله، وهذا شيء مهم جداً. لا أحب الاختلاط ما حدود علاقتك بزميلاتك المطربات؟ - علاقة صداقة عادية وحب متبادل، فأنا أفضل أن أكون في حالي ولا أحب الاختلاط كثيراً، والعلاقة بيني وبين زميلاتي المطربات جميلة. وما الذي يميزك عن غيرك من المطربات اللبنانيات؟ - لا يمكنني الحكم على نفسي وأترك ذلك للجمهور، فكل فنانة تتميز عن غيرها بشيء ما لأن كل مطربة لها "ستايل" خاص في صوتها أو ادائها أو شكلها. اليوم، ما الذي تغير في نانسي عجرم؟ - أشياء كثيرة، أهمها أن ثقتي في نفسي زادت بشكل كبير. النجومية والشهرة كيف ترين النجومية والشهرة؟ - هي الاستمرار في تحقيق المزيد من النجاح مع الاهتمام بأن يظل الفنان متواضعاً لأن حب الناس هو أهم رصيد للفنان. صورتِ أغنية "آه ونص" في لبنان، وعلى رغم ذلك اعتقد الناس بأنك صورتها في مصر، فهل كنت تسعين لذلك؟ - الكلمات واللحن والحالة الخاصة بالأغنية كانت تتطلب أن يتم تصوير الكليب بشكل مصري خالص. فجملة "آه ونص" يتداولها الشارع المصري باستمرار، لذلك كان الاتفاق مع المخرجة نادين لبكي بأن يحمل التصوير الجو المصري الجميل. وظهرت الأغنية بشكل مصري تلقائي، والناس أحبت الاغنية، فظهرت كفتاة ريفية والجو المحيط بالأغنية كان معبراً للغاية. تردد أنك حرصت على تصوير أغنية "آه ونص" في جو شعبي لاستقطاب الجمهور المصري؟ - لم أفكر بهذا الشكل... لأن الجمهور المصري احتضنني منذ البداية ووقف بجانبي ودفعني بقوة للأمام، وكما قلت لك فكلمات ولحن الأغنية مصرية جداً وكانت فكرة المخرجة نادين لبكي بأن تصوّر في جو مصري، حتى تكون الكلمات والألحان والأداء قريبة من المشاهد المصورة. اليوم وبعد تقديمك أعمالاً غنائية متنوعة وكليبات مصرية تحمل مضامين مختلفة هل ترين أنك كسبت الرهان؟ - اترك الحكم للناس في هذا الموضوع وكل ما أريد توضيحه أنني ومنذ البداية كنت حريصة على تقديم فن مختلف والنجاح الذي تحقق لألبومي الأخير "آه ونص" يؤكد أنني أسير على الطريق الصحيح. العمل مع نادين لبكي حرصك على التعاون مع المخرجة نادين لبكي في تصوير أعمالك المصورة بأسلوب الفيديو كليب، ألم يشعرك بالقلق من دخول دوامة التكرار؟ - بالعكس لم أشعر بأي قلق لأن كل فيديو كليب قدمته كان مختلفاً عن الآخر في كل شيء، وكل أغنية كانت لها فكرتها الخاصة ومنها "أخاصمك اه" و"يا سلام" و"آه ونص" وأخيراً أغنية "سحر عيونك". هل تقدمين أغاني معينة لمسايرة سوق الكاسيت؟ - قد يحدث هذا ولكن بشيء من الحذر وهذه المعادلة ليست صعبة فالمهم أن يقدم الفن الجيد. ما طقوسك قبل كل حفلة غنائية جديدة؟ - النوم لساعات طويلة وعدم التحدث إلا قليلاً، فالنوم مهم جداً للفنان ويعطيه القدرة على الاستمرار. نسمع كل فترة عن عروض سينمائية تعرض عليك... فهل سنشاهدك قريباً على شاشة السينما؟ - بالفعل عرض علي الكثير من السيناريوات السينمائية، لكنني اعتذرت على رغم جودتها لأنني أفضل التركيز خلال المرحلة الحالية في الغناء... وبالتالي فإن فكرة دخولي السينما مؤجلة الى حين الاستعداد الكامل لها. وما حقيقة المبلغ الضخم الذي حصلت عليه في مقابل تصويرك إعلاناً لإحدى ماركات المشروبات الغازية... وتردد أنه الأكبر وسط عقود كل المطربين والمطربات؟ - بالفعل وقعت عقداً لتصوير اعلانات والمسائل المادية يختص بها مدير أعمالي جيجي لامارا. لو طلب منك المشاركة في عمل فني تغنين فيه بلغة أجنبية هل توافقين؟ - بل أرفض من دون تردد... لأنني أعتز بلغتي العربية، وأفتخر بأنني عربية. ولن أتخلى أبداً عن عروبتي! فما يهمني هو الجمهور العربي الذي احتضنني، لذلك سأرفض تماماً تقديم أي عمل بلغة غير العربية حتى لو كان ذلك سيصل بي للعالمية.