لفتت الأنظار في الآونة الأخيرة على الطرقات لوحات عملاقة للمغنية الشابة نانسي عجرم مترافقة مع كلمة "يا سلام"، وهو اسم البومها الجديد الذي برزت منه الأغنية المصوّرة "أخاصمك آه" التي تعرضها شاشات التلفزة، والتي صوّرت في مقهى أجواؤه قديمة وتؤدي فيه نانسي دور النادلة التي تسقي الزبائن الرجال، مثيرة غيرتهم وهي ترقص وتمرح بدلال. في سن الثامنة بدأت عجرم الغناء. كانت تستمع الى جدتها تغني الأغاني الطربية القديمة فتقوم هي بتردادها، ولاحظ والدها موهبتها المبكرة فشجعها على المشاركة في عدد من البرامج الفنية المخصصة للصغار، فكان ان شاركت في برنامج "يونيسيف" على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، ثم "مواهب زغيرة" في تلفزيون لبنان. أما الانطلاقة "الرسمية" إذا صحّ التعبير فكانت عبر برنامج "نجوم المستقبل" الذي نالت فيه الميدالية الذهبية عن فئة الأغنية الطربية الشعبية، ولم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها. أنزلت عجرم الى الأسواق بعد ذلك اسطوانتين تتضمن الواحدة منهما سبع أغان: "محتاجالك" ثم "شيل عيونك عني". أما الثالثة فهي "يا سلام" التي تعتبر عجرم انها الأهم نظراً الى التنوّع الكبير في الألوان الغنائية فيها، مشيرة الى أنها أقرب الى النمط الغنائي الذي تهواه والمرتكز الى التنوّع المنطلق من الأغنية الشبابية. "والبيت" الرائج الى الأغنية الكلاسيكية وحتى ذات الطابع الطربي وهي مميزات أغنية "يا سلام". وتعاملت الفنانة الشابة في اسطوانتها الأخيرة مع شركتي انتاج هما "ريلاكس إن" التي تولت التوزيع و"ميغاستار" التي اهتمت بالانتاج بعد اتفاق عقد بين الشركتين اللتين رغبتا في انتاج العمل. لم يكن الغناء يوماً هواية لدى نانسي عجرم وهي تصفه بقولها: "انه طفولتي ومراهقتي ودرسي ولعبي. انه كلّ شيء". وعلى رغم سنها الصغيرة - إذ لم تتجاوز التاسعة عشرة من عمرها - إلا أن الصبية خضعت الى عملية تجميل في انفها معتبرة ان الفن في هذه الأيام هو "صوت وصورة، واللوك أساس عند الفنان لأنه واجهته أمام الجمهور". خروج من المراهقة تصر عجرم على أنها خرجت كلياً من سن المراهقة وأنها دخلت عالم الفن الجديّ والرصين وكأنها تقول: "لا وقت لديّ للعب". والطالبة التي تدرس الإذاعة والتلفزيون في جامعة سيدة اللويزة تضع كتبها جانباً في صورة موقتة لتركز على نشر ألبومها الجديد: "ينبغي عليّ أن أثبت خطواتي الفنية، لذا فإن مشاغلي كثيرة، ولكنني سأتابع دراستي وقد تعمدت اختيار هذا القطاع كي أبقى قريبة من الأجواء الفنية". تحرص عجرم التي درست السولفيج والفوكاليز والعود ستة أعوام على يد فؤاد عوّاد على تمرين صوتها زهاء نصف ساعة يومياً، وهي تعتبر "أن الثقافة الموسيقية مهمة للفنان، لا سيما تمرين الصوت يومياً، كي يتمكن من استخدامه خفيضاً ومرتفعاً كما يشاء، وإلا يصعب عليه ان يطلع بعض الطبقات، ولا يعود صوته مطواعاً له". تعزف عجزم الأورغ وقليلاً على العود والبيانو، وهي تستمع الى نجاة الصغيرة، وأم كلثوم وذكرى وتحبّ الطرب الأصيل. وتعمل حالياً على اتقان اللهجة الخليجية في شكل جدّي "لأنني أحبّ الأغنية الخليجية بروحها وكلامها ولحنها". وهي لا توافق من يرفضون الغناء بلهجات أخرى، "لأن الغناء بلهجة غريبة هو نوع من الاحترام والتكريم لها ولا غضاضة فيه البتة". تحلم نانسي بأن تصل الى قلوب الناس جميعاً عبر "الأغاني التي أختارها، وعبر التواضع الذي ينبغي أن يتحلّى به كل إنسان، وأقول للناس ان يحبّوني كما أنا، صحيح أنني أبدّل اللوك لكن نفسيتي هي ذاتها". أما عن المشاريع فهي التحضير الدائم لأغان جديدة، إضافة الى تصوير فيديو كليب لأغنيتي "يا سلام" و"ياي" مع المخرجة نادين لبكي.