ركزت أعمال المؤتمر الوطني الأول للمرأة العراقية الذي اختتم امس في بغداد، على مسألة المشاركة في صنع القرار السياسي في بلد سيخوض في وقت قريب تجربة الانتخابات التعددية. حضرت المؤتمر نساء من مختلف الانتماءات الاجتماعية ومن كل الفئات العمرية، فهناك الحاسرات والمحجبات اللواتي ارتدين اللباس الشرعي وغيرهن ممن وضعن غطاء للرأس فقط، كما كانت هناك العباءة التقليدية العراقية اضافة الى التشادور. وافتتح وزير شؤون المحافظات وائل عبداللطيف ممثلا رئيس الوزراء أياد علاوي المؤتمر الاحد بكلمة اكد فيها ان"المطلوب من المرأة الآن حث الخطى لارساء دعائم الديموقراطية"عبر المشاركة بكثافة في الانتخابات التي ستجري أواخر كانون الثاني يناير 2005. واضاف الوزير:"من قال ان المرأة بحاجة الى حقوق؟ ألم تكن قاضية ومهندسة وطبيبة واستاذة جامعية ووزيرة وبرلمانية؟". واعتبر ان"الفارق بين الرجل والمرأة ليس في الحقوق وانما حول مدى اخلاص كل منهما للوطن"عبر تفعيل المشاركة السياسية. يذكر ان السلطات الجديدة في العراق منحت النساء وضعا مميزاً على الصعيد القانوني. وقال عبداللطيف ان"هذا المؤتمر يحقق قفزة مهمة في اوضاع المرأة للنهوض بالعراق بعد عقود من التخلف طاولت الرجل ايضا"، وقارن بين"الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية تحت نظام صدام حسين والواقع الحالي"من حيث الرواتب وتطور حركة الاسواق وانعكاساتها الاجتماعية. ويبحث المؤتمر الذي يستغرق يومين محاور عدة اهمها"الامن والانسان"و"التحضير للانتخابات"و"مشاركة المرأة في صنع القرار"و"العنف ضد النساء"و"التوعية الاجتماعية". من جهتها، اشادت وزيرة الاشغال والبلديات نسرين برواري بتشجيع السلطات الجديدة"المجتمع على تأسيس جمعيات أهلية نسائية للمشاركة في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي اضافة الى اعطاء المرأة 25 في المئة من المناصب الحكومية". واكدت الوزيرة ان قانون ادارة الدولة خلال المرحلة الانتقالية"ثبت المساواة بين المرأة والرجل من حيث المناصب وحرية الحركة لها حتى اختيار الملابس التي تريدها وتوعيتها بحقوقها". وبدورها، اكدت وزيرة الدولة لشؤون المرأة نرمين عثمان ان"وزراتنا ليست الاولى في تاريخ العراق فحسب وانما في الشرق الاوسط"مشيرة الى ان هذا الامر كان"نتيجة نضالات المرأة العراقية في جبال كردستان او العمل السري والسجون في مناطق اخرى". وبدا المؤتمر بمشاركة عدد ضئيل من الحضور حوالى 300 شخص بينهم 250 امرأة نظراً للاستهداف المتكرر للمنطقة الخضراء، وفقاً لما ذكرته جوان أكرم مسؤولة الاعلام في وزارة الدولة لشؤون المرأة، وهي الجهة المنظمة. وقالت ان"الحالة الامنية اعاقت مشاركة عدد كبير من النساء، خصوصا من محافظات الجنوب". واضافت، من جهة اخرى، ان"هدف المؤتمر تمكين المرأة في كل المجالات من سياسية واجتماعية وادارية واقتصادية وتشجيعها على المشاركة في الانتخابات العامة". وتابعت ان أحد أبرز أهداف المؤتمر الاول للمرأة العراقية هو"محاولة تأسيس شبكة تضم الروابط والجمعيات النسائية واعدادها بالمئات". ومن ناحيتها، قالت مديرة الاعلام في محافظة ديالى هناء داغستاني، وهي في الاربعينات:"جئنا لمعرفة مستوى النقاش الدائر حول حقوق المرأة والاطلاع على اوضاعها". اما الاعلامية في صحيفة"الزمان"نادية جبار فقالت:"نسعى الى اعطاء الرجل حقوقه، فنحن نحتكر هذه الحقوق بنسبة مئة في المئة لاننا نعمل داخل المنزل وخارجه".