ستكون معركة مدينة الفلوجة، اذا وقعت، بين العناصر المسلحة وقوات الحرس الوطني العراقية المدعومة من القوات الاميركية، اكثر المعارك شراسة واطولها بسبب معطيين: التدريب الجيد لعناصر المقاومة وحيازتها اسلحة متوسطة وصاروخية. واستناداً الى مسؤول كردي رفيع معني بملف تنظيم "القاعدة" في العراق، فان اخطر ما قد يواجه القوات العراقية - الاميركية في حال اجتياحها المدينة هو قدرة جماعة الزرقاوي على تنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات المقتحمة. ونفى عبدالسلام الكبيسي، العضو البارز في "هيئة علماء المسلمين" أي وجود لجماعة الزرقاوي في الفلوجة، في وقت لا يزال الاميركيون ومسؤولو الحكومة العراقية مصرين على ان الزرقاوي موجود في احد احياء المدينة وبحماية جماعات اسلامية عراقية ودعمها. وبحسب مكتب نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الأمن برهم صالح، فإن عناصر الزرقاوي اكثر الملفات تعقيداً في أزمة الفلوجة، إذ ان ممثلي عشائر المدينة لم يعترفوا قط بوجود هذه العناصر. وأكد محمد بشار الفيضي، الناطق باسم "هيئة علماء المسلمين" ل"الحياة" مراراً انه لا يوجد اي حوار بين الهيئة وبين الحكومة العراقية رغم استعداد الهيئة لهذا الحوار. ويعتبر استبعاد "هيئة علماء المسلمين" عن المفاوضات الحالية بين الحكومة وممثلي عشائر الفلوجة احد اهم اسباب احتمال اخفاق المفاوضات. كما ان كلام رئيس المجلس الوطني العراقي الموقت فؤاد معصوم عن رفض الحوار مع الجماعات المسلحة في الفلوجة وغيرها معناه ان المفاوضات الراهنة لحل الأزمة لا قيمة لها ميدانياً طالما ان المسلحين مستبعدون عنها. وفي غضون الشهور السابقة برهنت ازمة الرهائن الاجانب ان العشائر في مناطق الخاطفين لا تملك نفوذاً ملموساً على المسلحين بدليل ان معظم الوساطات العشائرية باءت بالفشل لاطلاق سراح المخطوفين واحياناً اتهمت هذه الوساطات بكسب المال من وراء عمليات الخطف. والاخطر من ذلك، ان بعض التقارير من مناطق مثل الضلوعية وبلد والفلوجة وعانه والرمادي، اتهم وجهاء عشائر بنسج علاقات خفية مع الحكومة، وان البعض منها متورط في التنسيق مع الاجهزة الأمنية الرسمية في مقابل الاستفادة من مناصب او وظائف في المجلس البلدي والوزارات. وعلى الارض، فإن الكثير من الاحداث الامنية يثبت ان المجموعات المسلحة التي يقودها في الغالب ضباط في الجيش العراقي السابق وتحديداً من قوات الحرس الخاص والحرس الجمهوري بينها صلات واتصالات وربما قيادة موحدة. وقال محللون عراقيون في محافظة الانبار، غرب بغداد، ان المفاوضات مع الفلوجة وحدها قد تشكل استراتيجية لحكومة علاوي بهدف عزلها عن المناطق الاخرى. ويواجه اسلوب المفاوضات المجزئة انتقادات واسعة في الشارع العراقي لأنه يطيل عمر الازمات الامنية.