أكد المؤتمر الثالث للمياه في الدول العربية، الذي عقد في بيروت تحت عنوان"الواقع والرغبة في التغيير"، في التوصيات التي خرج بها في اختتام أعماله في بيروت أمس، على ضرورة اتباع معايير أساسية تفضي الى حل مشكلة المياه في العالم العربي وتتمحور حول"تشجيع مشاريع تخصيص قطاعات المياه واعتماد الادارة الحديثة لرفع كفاية الخدمات وجذب الاستثمارات المحلية والاجنبية واعتبار التغيير ضرورة وليس رغبة والتوسع في انشاء السدود وتقليص تكاليف تحلية المياه". ودعا المؤتمر، الذي نظمته شركة"اكزيكون"بالتنسيق مع وزارتي المياه والكهرباء السعودية والطاقة والمياه اللبنانية واستمر ثلاثة ايام، الى"انجاح مسيرة تنمية الموارد المائية في العراق من خلال التعاون في توفير الدعم الفني للدول العربية في مجال ادارة الموارد المائية وتشغيلها". وشدد على ضرورة"الاهتمام بادارة الطلب على المياه من طريق ترشيد الاستهلاك وتطبيق التقنيات الحديثة في الكشف عن التسربات ودعم الاستثمار في هذا المجال، وتطبيق مواصفات شبكات المياه الجديدة". وأكد أهمية"الحد من زراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية"، داعياً الى"انشاء قواعد معلومات للمياه ومركز ابحاث عربي مشترك لبحوث المياه ومركز معلومات تخصيص المياه في العالم العربي". ونوه بجهود السعودية ولبنان في تنظيم قطاع المياه وترشيد الاستهلاك. وطرح في المؤتمر33 بحثاً أعدها مسؤولون وخبراء في الوزارات ومراكز الابحاث والجامعات والمنظمات وادارات المياه العربية عن واقع قطاع المياه في دولهم والتجارب المحققة في سبيل الحفاظ على مصادرها وترشيد استهلاكها وعمليات تحديث الادارة وفوائد التخصيص. وعرض ممثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا يوسف الرميخاني المنهجية الجديدة في الاستخدام الصحيح للمياه الجوفية للري المستدام للزراعة. وتحدث مدير ادارة الموارد الطبيعية والبيئة في المنظمة العربية للتنمية الزراعية عبدالوهاب بلوم عن الاستخدام الجائر للمياه الجوفية في الزراعة، فيما تحدث الاستاذ في جامعة قار يونس في ليبيا قاسم جلوط عن زحف مياه البحار على المياه الجوفية القريبة من الشاطئ، وممثل بلدية عمان زين تادروس عن نموذج المياه الجوفية في المنطقة المحيطة بمواقع النفايات الصلبة. وتحدث رئيس جمعية علوم المياه في السعودية عبداللطيف المقرن عن السدود ودورها في زيادة منسوب المياه الجوفية في دول مجلس التعاون، وممثل وزارة المياه والكهرباء السعودية محمد بن عبدالله الغنيمي عن المشاكل التي يسببها تسرب المياه وخسارتها وتأثيرها في البنية التحتية للخدمات الاخرى. وتناولت اوراق عمل عدة مفهوم ادارة الجودة الشاملة وتأثيره في تحسين الايرادات والخدمة وعملية تحلية مياه البحر وتوسعها في الخليج العربي، كونها تشكل المصدر شبه الوحيد لتأمين حاجات المياه في ظل عدم توافر المياه السطحية والامطار وتحديات استخدامها وتقنياتها وكلفتها المرتفعة، مركزة على ان تحلية المياه تشكل استراتيجية مهمة للمنطقة، خصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي.