واصلت القوات الأميركية عملياتها في بغداد وتكريت حيث قتل أربعة مدنيين عراقيين، فيما شنت المقاومة سلسلة هجمات قُتل خلالها ثلاثة جنود أميركيين. وفرض الأميركيون حظر التجول ليلاً في كركوك، حيث يسود التوتر العرقي بين الأكراد من جهة والتركمان والعرب من جهة أخرى، واصيب تركماني وعربيان في تبادل للنار مع الشرطة. وفي تطور لافت، اعتقلت القوات الاميركية والشرطة العراقية ستة اشخاص بينهم يمني وافغاني قرب بلدة بعقوبة شمال شرقي بغداد، وابطلت مفعول عبوتين ناسفتين في ضواحي البلدة. كما شهدت العاصمة العراقية ليل الجمعة - السبت اطلاق نار وقصفاً مدفعياً خلال استهداف القوات الاميركية مواقع مقاتلين في المدينة في اطار عملية "القبضة الحديد". وقال الناطق باسم الفرقة الرابعة مشاة المتمركزة في تكريت السرجنت روبرت كارجي "قتل جندي أمس الجمعة حوالى الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي عند قاعدة عمليات متقدمة قرب بلد". وأضاف: "تعرضت القاعدة لهجوم بقذائف هاون وقتل جندي بشظية بينما أصيب اثنان آخران وهم في حال مستقرة". وأوضح ان القوات الاميركية اعتقلت ستة أفراد لصلتهم بالهجوم، لكنه لم يذكر تفاصيل عن مكان الاعتقالات او هوية المعتقلين. وتستخدم الفرقة الرابعة مشاة الاميركية بلد قاعدة لعملياتها، وكانت مقر مجمع جوي عسكري أقيم اثناء فترة حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وتقع على بعد نحو 80 كيلومتراً خارج بغداد. وبذلك يرتفع عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ اندلاع الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة لإطاحة صدام في آذار مارس الى 329 جندياً بينهم 214 قتلوا في هجمات للمقاومين منذ اعلان واشنطن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق في الاول من ايار مايو. وأضاف الناطق ان جنديين آخرين قتلا في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق جنوببغداد. إلى ذلك، أكدت سلطة التحالف الموقتة في العراق أن ثلاثة جنود أميركيين أصيبوا بجروح عندما تعرضت قافلتهم لهجوم بمتفجرات أعقبها هجوم بأسلحة خفيفة وقذيفة صاروخية في مدينة الرمادي. في كركوك، أصيب ثلاثة عراقيين عربيان وتركماني أمس في حادثين في المدينة التي تشهد اضطرابات اثنية. وقال النقيب سيرزاد رفعت قادر ان "مواطنين عراقيين من العرب السنة أصيبا بجروح برصاص دورية للشرطة اثناء محاولتهما مهاجمة الدورية في حي العروبة". واضاف ان العراقيين "اطلقا الرصاص على الدورية مما دفع عناصر الشرطة الى الرد بالمثل"، ورد المسؤول في الشرطة محاولة الهجوم على الدورية الى الرغبة في الانتقام لدى العرب السنة بعد مقتل عدد منهم في الصدامات التي أوقعت سبعة قتلى منذ الاربعاء. وفي حادث آخر قال الضابط خطاب عبدالله عارف ان "مجهولين اطلقوا النار في اتجاه مقر الحزب الوطني التركماني فأصابوا الحارس عوض محمد بجروح". كما افاد ان مجهولين ألقوا قنبلة يدوية أيضا في اتجاه منزل عضو عربي في مجلس المحافظة يدعى صباح زيدان، ولم تسجل اصابات. من جهة اخرى، قال قائد الشرطة تورهان يوسف ان الجنود الاميركيين اصبحوا يسيطرون في شكل كامل على كركوك ويسيّرون دوريات ثابتة ومتنقلة بمشاركة الشرطة العراقية. فيما واصل زعيما الاكراد جلال طالباني ومسعود بارزاني أمس اجتماعات بدأت الجمعة مع الحاكم المدني الاميركي بول بريمر والممثل البريطاني جيريمي غرينستوك قرب اربيل.