ذكرت مجلة "تايم" الاميركية امس ان محققين اميركيين في قضية الكشف غير المشروع عن هوية عميلة استخبارات سرية طلبوا من موظفي البيت الابيض ان يعفوا الصحافيين من اي تعهدات بالسرية ربما قدموها لمصادرهم. وأضافت المجلة في موقعها على الانترنت ان نماذج من صفحة واحدة مصممة لإعفاء الصحافيين من تعهدهم في حال توقيعها ارسلت الى كارل روف كبير المستشارين السياسيين للرئيس جورج بوش من بين مسؤولين آخرين في الادارة. وقد يستخدم هذا الاجراء لدفع الصحافيين ربما في ظل التهديد بالاستدعاء امام القضاء للتوصل الى هوية الشخص الذي كشف عن ان زوجة السفير السابق جوزيف ويلسون عملت لحساب جهاز الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه. ويتهم ويلسون مساعدي بوش بتعريض عمل زوجته وسلامتها للخطر كنوع من الانتقام بعدما اتهم البيت الابيض بالمبالغة في خطر الاسلحة العراقية وهو مبرر بوش الرئيس لخوض الحرب على العراق في آذار مارس الماضي. وأثار التحقيق جدلاً عما اذا كان يجب تجاوز الحماية القانونية الخاصة للصحافيين الذين يحتفظون بسرية مصادرهم لمعاقبة اشخاص يسربون معلومات قد تضر بالامن القومي. ونقلت شبكة "ان بي سي نيوز" الاخبارية الاميركية عن مسؤولين من وزراة العدل لم تكشف عن اسمائهم ان مكتب التحقيقات الاتحادي لا يمكنه القيام بتحقيق دقيق للكشف عن هوية فاليري بليم زوجة ويلسون من دون ان يكون في استطاعته التحقيق مع الصحافيين المتورطين في عملية التسرب، وفي مقدمهم الصحافي روبرت نوفاك الذي كشف اسم بليم. وقال خبراء ان الوثيقة التي تهدف الى اعفاء الصحافيين من الاتفاقات السرية لن تصمد على الارجح اذا طعن فيها امام القضاء. وأوضح غريغ ليزلي مدير الشؤون القانونية ل"لجنة الصحافيين من اجل حرية الصحافة" ومقرها ولاية فرجينيا ان امتياز مصدر الصحافي بحسب القانون الاميركي يخص الصحافي نفسه وليس المصدر لكي يتخلى عنه. وقال: "لا يزال للصحافي ليس مجرد حق وانما عليه التزام مهم بأن يواصل الابقاء على هذه السرية حتى يعرف المبلغون عن الاخطاء في المستقبل ان في امكانهم ان يأتوا في امان الى صحافي ما وأن تكون الحماية مكفولة لهذه العلاقة".