نُقل عن مسؤول كبير في "لجنة الأوراق المالية والبورصات" في الولاياتالمتحدة إس إي سي، قوله أمس السبت، ان اللجنة تُحقّق في ما إذا كان "بنك اوف أميركا" وغيره من المصارف "تصرفت على نحو ينطوي على إهمال أو استخفاف بالمخاطر"، في بيعها سندات مجموعة "بارمالات" الايطالية المفلِسة. وقال لورانس وست من اللجنة لصحيفة "كوريير ديلا سييرا": "نريد ان نعلم ما إذا كانوا تصرفوا بأسلوب ينم عن إهمال أو تهور أو غير ذلك". وكانت "بارمالات"، التي تشتهر عالمياً بإنتاج الحليب طويل العمر، أصدرت سندات ببلايين اليورو، قبل أن تكشف عن عجز في حساباتها يصل الى ثمانية بلايين يورو عشرة بلايين دولار، وتُعلن إفلاسها الشهر الماضي، في ما وصفته اللجنة بأنه "اسوأ احتيال مالي ترتكبه شركة في التاريخ". واستجوب محقّقون ايطاليون، أول من أمس، مديرين ماليين سابقين في الشركة ومدقّق حسابات كبيراً، في محاولة لكشف أبعاد القضية التي امتدت سريعاً الى دول اخرى. يُذكر أن "بنك اوف أميركا" واحد من نحو 20 مصرفاً اوروبياً وأميركياً باع سندات "بارمالات". ويتم التداول بسندات المجموعة التي تستحق سنة 2010، بنحو عشر قيمتها الاسمية، فيما عُلق الى أجل غير مسمى التداول بأسهم "بارمالات" التي فقدت قيمتها كلياً. وأضاف وست للصحيفة: "تعتمد مسؤوليات بنك اوف أميركا وغيره من بنوك الاستثمار التي أصدرت سندات بارمالات في الولايات، وحرّرت نشرات الإصدار المتصلة، على كمية المعلومات التي توافرت لديها عن الوضع المالي الحقيقي للشركة". وكان وست وصل الى ايطاليا الأسبوع الماضي ليرأس تحقيق اللجنة في الفضيحة المحاسبية. ويُعتقد ان "بنك اوف أميركا" نظّم إصدارات خاصة لسندات "بارمالات" بقيمة 500 مليون دولار منذ عام 1997. ولم يتسن الاتصال بالناطقة باسم البنك أمس. وتفجّرت أزمة "بارمالات" الشهر الماضي، عندما أعلن "بنك اوف أميركا" ان وثائق يُفترض ان تُبيّن ان وحدة "بارمالات" في جزر كايمان تحتفظ لدى المصرف بنحو 4 بلايين يورو خمسة بلايين دولار نقداً وأوراق مالية، هي وثائق مزيفة. فنزويلا في كراكاس، بدأت السلطات الفنزويلية، أمس أيضاً، تقويم الآثار الناجمة عن الأزمة المالية لمجموعة "بارمالات" على السوق المحلية، التي تعتمد على شركة وطنية تابعة للمجموعة الايطالية في الحصول على 40 في المئة من حاجاتها من منتجات الألبان. وأجرى وزير الزراعة الفنزويلي، ارنولدو ماركيز، محادثات عاجلة، ليل أول من أمس الجمعة، مع ممثل "بارمالات فنزويلا" في كراكاس، في الوقت الذي تسعى الحكومة الى تهدئة المخاوف في شأن نقص محتمل في المنتجات والآثار الاقتصادية لواحدة من أكبر فضائح الشركات في العالم. وقال ماركيز عقب الاجتماع: "تبادلنا المعلومات. وحتى الآن يبدو الوضع في فنزويلا طبيعياً". وأضاف ان الوحدة المحلية ل"بارمالات" سدّدت المبالغ المستحقة عليها للمنتجين، مؤكّداً انها تواصل التوريد للعملاء. وستجتمع "بارمالات فنزويلا" مع ممثلي الحكومة الأسبوع الجاري لتقديم المزيد من التفاصيل عن عملياتها. يُشار الى أن "بارمالات" هي المشتري الرئيسي للحليب المحلي في فنزويلا. وهي تورد نحو 450 الف لتر من الحليب المبستر يومياً و22 الف طن من الحليب المجفّف من خلال مصانعها السبعة. وفي أميركا اللاتينية، تمتد عمليات "بارمالات" الى البرازيل والأرجنتين وتشيلي واوروغواي وباراغواي واكوادور وكولومبيا والمكسيك وجمهورية الدومنيكان ونيكاراغوا.