سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عضو الانتقالي رئيس "الحزب الاسلامي" يرى قوة العراق في الفيديرالية . محسن عبدالحكيم : السنة والأقليات يشكلون الغالبية والأميركيون يخطئون باعتقالهم واستهداف مساجدهم
اتهم عضو بارز في مجلس الحكم القوات الأميركية بأنها تعتقل اكثر من 10 آلاف شخص معظمهم من السنة، وقال انهم والمسيحيين والأقليات يشكلون غالبية في العراق، محذراً من ان تهميشهم سيفضي الى الإخلال بالتوازن ويؤثر في وحدة العراق. وندد محسن عبدالحميد رئيس "الحزب الاسلامي" في العراق، باقتحام القوات الاميركية المساجد والجوامع متهماً اياها ب"العشوائية" و"عدم التبصر". وقال في تصريح الى "الحياة" ان "القوات الأميركية بدأت ترتكب في الشهور الأخيرة اخطاء جسيمة كرد فعل عنيف على الهجمات عليها، ولكن بعشوائية ومن دون تبصر أو تحقيق". واضاف ان "هذه الأخطاء قادت الى اعتقال اكثر من 10 آلاف شخص" وعددهم يتجاوز ال8763 سجيناً الذي يتحدث عنه الاميركيون. وهم يعاملون معاملة سيئة". واضاف ان "اكثر المعتقلين من السنة. وهذا طبيعي لأن المقاومة في صورة عامة تجري في المناطق السنية وان انتقلت الى المناطق الشيعية في الأيام الأخيرة في كربلاء وغيرها". وانتقد موقف الاميركيين "الذين لم يعلنوا الى الآن اشتراك أي من المعتقلين في الهجمات، ويزجون بهم احياناً في المعتقلات ثم يفرج عنهم من دون ان يوجه اليهم أي سؤال". وزاد: "الأخطر هو ان الاميركيين بدأوا في الآونة الأخيرة اقتحام المساجد، كمسجد حي الشرطة الرابعة في جانب الكرخ في بغداد، وأخيراً اقتحموا مسجد أم الطبول الكبير، المعروف باسم مسجد ابن تيمية، واعتقلوا جمعاً كبيراً من المصلين الموجودين فيه بدعوى انهم تلقوا معلومات عن وجود أسلحة داخل المسجد. وحلف خطيب الجمعة الثاني في المسجد، الشيخ الجنابي، ومن على المنبر بأنه لم تكن هناك في المسجد إلا أسلحة خفيفة للحراس للمحافظة على محتويات المسجد من السرقة". وأضاف عبدالحميد الذي تحدث الى "الحياة" قبل قليل من المؤتمر الصحافي الذي عقدته وزارة الداخلية العراقية ومسؤولون في القوات الاميركية بعد ظهر امس وعرضت فيه صور أسلحة عثر عليها في مسجد أم الطبول: "كان على الأميركيين لإثبات هذه المعلومات ان يأخذوا معهم الصحافيين والفضائيات الى داخل المسجد عند اقتحامه ليصوروا هذه الأسلحة المزعومة، لكنهم لم يفعلوا ذلك"، مؤكداً ان "الأقوال لا يعتمد عليها والاقتراب من المساجد وانتهاك حرمتها قضية خطيرة في المجتمع العراقي المسلم ونأمل ألا يتكرر ذلك في المستقبل". واكد ان مجلس الحكم الذي تتوقف جلساته يومي السبت والأحد سيصدر بياناً يستنكر فيه اقتحام مسجد أم الطبول الاثنين. موقف سني عام ونبه الى تحول واضح حدث داخل الكتلة السنية في العراق. وقال: "الحقيقة ان أهل السنة شعروا بعد الاحتلال بتهميشهم وعدم اعطائهم الحجم المناسب لا سيما في مجلس الحكم والوزارات. واعترف الاميركيون، على لسان عدد من مسؤولي السلطة المحتلة، في الآونة الأخيرة بذلك". وبرر الاستياء بأن "أهل السنة يعتقدون، عرباً وكرداً وتركماناً، ومعهم المسيحيون والأقليات الأخرى، بأنهم يشكلون ما لا يقل عن 60 في المئة من سكان العراق على عكس ما قيل". وأضاف: "لهذا السبب بدأوا في الأيام الأخيرة تشكيل مرجعيات كهيئة علماء السنة وهيئة الشورى والفتوى ومجلس أهل السنة والجماعة، لا من أجل الاعتداء على الآخرين، بل لإثبات الوجود ولتحقيق توازن في المجتمع العراقي". وقال: "نحن في الحزب الاسلامي العراقي نؤمن بهذا التوازن وبأن الاخلال به يؤدي الى عدم الاستقرار، بينما تؤدي المحافظة عليه الى وحدة العراق وتقدمه نحو الاستقلال والسيادة بلا طائفية ولا مذهبية". وفي ما يتعلق بالجدال المحتدم في العراق حول الفيديرالية الجغرافية والفيديرالية الوطنية والنزاع الساخن الذي بدأت مدينة كركوك تشهد فصوله قال: "الأكراد يقولون ان محافظة كركوك هي في الأساس محافظة كردية يسكنها التركمان والعرب منذ القديم. وهم اعترفوا مع هذا بأن هذه المحافظة تبقى عنواناً للتآخي والمحبة ولم يطالبوا في مجلس الحكم بإدخالها في اقليم كردستان حفاظاً على هذا المبدأ". ولفت الى ان "بعض الأطراف في المجلس "تلكأ عن فكرة الفيديرالية التي وقع على وثيقتها في الخارج بالإجماع ما أدى بالأكراد الى الاعتقاد بأنها تتنصل من وعودها". وأضاف: "هذه المواقف أدت في رأيي الى صدور التصريحات الأخيرة بأن منطقة كركوك تدخل في عداد كردستان. وهذه القضية مطروحة للنقاش بين جميع الأطراف في مجلس الحكم. وفي اعتقادي اننا سنصل الى إقرار بعض المبادئ المهمة في هذا المجال في قانون الادارة الموقت". واعتبر ان "الإقرار بالفيديرالية للأكراد يقوي وحدة العراق ولا يضعفها"، لافتاً الى ان "الأكراد والأحزاب الكردية الموجودة في المجلس قد لا تطالب باستقلال المنطقة الكردية، بل هم يؤكدون ان عاصمتهم بغداد وان هذه الفيديرالية تجري في اطار الوحدة العراقية الكاملة".